يعتبر جوناثان ايف أحد أبرز المصممين في شركة آبل، وتعاون مع الرئيس التنفيذي المستقيل للشركة ستيف جوبز على مدار 10 أعوام، وبعد استقالة الأخير ستركز آبل على ايف من أجل تقديم تصميمات جديدة.
في وقت سبق فيه لستيف جوبز، الرئيس التنفيذي المستقيل لشركة الإلكترونيات الأميركية آبل، وجوناثان ايف، مسؤول التصميم في الشركة، أن تعاونا على مدار 10 أعوام، وتمخضت جهودهما عن سلسلة من النجاحات بدءا من أجهزة الـ “آي بود” وانتهاء بأجهزة الـ “آي باد”، فإنه وبعد إعلان جوبز نيته مغادرة الشركة التي شارك في تأسيسها، سوف ترتكز آبل الآن على ايف من أجل تقديم تصميمات جديدة بعيداً عن جوبز.
هذا ويعتبر ايف واحداً من أبرز المصممين العاملين في تلك الصناعة على مستوى العالم، وبات نموذجاً يحتذى به في المدارس المنوطة بالتصميمات والمجموعات الدائمة في متحف الفن الحديث بنيويورك ومركز جورج بومبيدو في باريس. ويتم الآن عرض جميع منتجات آبل التي قام بتصميمها للمرة الأولى في معرض تصميمات بارز، تم افتتاحه مؤخراً في أحد متاحف الفنون في مدينة هامبورغ الألمانية.
وفي هذا السياق، أوردت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية عن مجموعة من المحللين قولهم إن قيمة جوناثان ايف بالنسبة للشركة لا تتمثل في تصميماته التي تُسعِد مديره أو معلمي التصميمات، بل في أن تصميماته تساعد في تكوين علاقة شخصية مع الجحافل من محبي منتجات آبل في صناعة الإلكترونات الاستهلاكية المتقلبة.
ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن تفوق آبل في مجال التصميمات – وليس فقط في مجالي السوفت وير والهارد وير – أكسب الشركة حالة من التميز دوناً عن غيرها من الشركات المنافسة على مدار عقود. حيث تراهن الشركة على الأفكار الرائدة، والمواد الجديدة، وعمليات الانتاج المبتكرة. هذا بالإضافة إلى أن الخطط الخاصة بالتصميمات في الشركة لا تسير أو تُفَعَّل من خلال بحوث السوق أو مجموعات التركيز.
وأوضح من جانبه تيم باجارين، محلل يتقفى نشاط آبل منذ عقود، أن الشركة ترتكز بدلاً من ذلك على غرائز جوبز وايف لكي تعرف متطلبات المستهلكين. ولفت باجارين كذلك إلى الجهود التي بذلها جوبز وايف لاحداث تحول في توجهات الشركة، عن طريق تحويلهم صناديق رمادية باهتة إلى أجهزة بسيطة وأنيقة. وهو ما جعل آبل واحدة من أكثر الشركات قيمة وتأثيراً حول العالم.
وتابع باجارين حديثه بالقول: “ايف أفضل من جوبز حين يتعلق الأمر بالتصميم. صحيح أن جوبز لديه إدراك بتصميمات الصناعة، إلا أن ايف يمتلك ذلك بالإضافة إلى خبرة التصميم الاحترافي”.
ومضت الصحيفة تتحدث عن ايف، بقولها إنه مصمم بريطاني المولد يبلغ من العمر 44 عاماً، ومعروف بين أصدقائه باسم “جوني”، وهو شخص حرفي ناعم الكلام، لا تحركه الأموال أو الأمجاد، بل ينطلق من رغبته الحثيثة في تطوير منتجات مفيدة للناس.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن ايف يعمل رفقة طاقم متميز يتكون من نحو 10 مصممين أو أكثر قليلاً في سرية بداخل استوديو تصميمات في مقر شركة آبل في كوبرتينو في ولاية كاليفورنيا. وكشفت الصحيفة أن هذا الطاقم يتناول البيتزا ويستمع إلى الموسيقى، أثناء تطوير أجهزة بسيطة تلائم استخدامات العملاء، وتراعي كل التفاصيل في جهد لا هوادة فيه لإزالة أي جزء لا تكون هناك حاجة إليه. كما يتعاون الطاقم من مهندسين ومسوقين ومصنعين من شركة آبل لضمان إخراج المنتج في أفضل شكل.
ونقلت الصحيفة في الإطار نفسه عن مايك مارتوتشي، مدير التسويق السابق في شركة آبل، قوله ” يبدو أنه يُجسِّد الجوهر الخاص بهؤلاء الذين يوصفون بأنهم خيرة عملاء شركة آبل. ويمكن القول إن هذا الأسلوب وتلك الرؤية ومستوى العاطفة هذا هي مجموعة عوامل سبق لها أن قادت آبل إلى القمة، وأعتقد أنها ستفعل ذلك ثانيةً”.
وبينما سبق لآبل أن رفضت السماح لايف بإجراء مقابلات صحافية، فإنه صرح في مقابلات سابقة بأنه انجذب إلى أبل لرغبتها ( وفقاً لحملتها التسويقية ) في التفكير بشكل مختلف. وأكد أيضاً أنه كان على دراية بطبيعة الشركة الثورية منذ بداية انضمامه إليها.