توحيد المواصفات يقدم نتائج مفيدة للمستخدمين
خلال العقد المقبل أو أكثر، ستفرض الاتفاقيات المختلفة لاستخدام واجهات التفاعل، توحيد مجموعة المواصفات الفنية. فالمستهلك يستفيد عادة عندما تبرز مجموعة مواصفات من البروتوكولات، لتشكيل عصر جديد من البساطة في التقنيات التي من شأنها تحسين الخبرة السابقة المتراكمة بشكل كبير.
وواجهات تفاعل المستخدم قد لا تغير الأسلوب الذي نعيشه، لكن التقنية ستفعل ذلك. على أي حال لكي تعمل التقنية وتلتزم بها الأجيال الصاعدة حول العالم، فإن تصميم واجهة تفاعل المستخدم أمر مهم يمكن الأشخاص من الوصول إلى التطورات والانجازات الحاصلة في ميدان التقنيات واستخدامها.
ومن دون واجهات التفاعل الحدسية والبسيطة لا يمكن للمستخدمين النهائيين التعامل مع التقنيات الجديدة التي لا تعد ولا تحصى، والتي تبرز يوميا. وباتت الشركات الكبيرة تدرك بشكل متزايد أن نجاحها وتبنيها للاختراقات العلمية مرهونان بسهولة استخدام المنتجات.
واجهات تفاعل
إن واجهة تفاعل المستخدم تعني التلاقي، التي هي كلمة قديمة بمعنى جديد. وقد عرفت هذه الكلمة على أنها تقاطع التقنيات مع الحياة، وتفاعلهما بشكل يخلو من الخطأ. فقط فكروا في عصرنا هذا، عصر الطيران النفاث، وإذا بالتزامات عادية وبسيطة جدا، كالوقوف تحت دوش الحمام، أو الطهي مثلا، باتت تتم كلها فجأة بصورة أوتوماتيكية، عن طريق التقنية.
ففي عالمنا هذا، عالم التلفزيون، أصبحت سلسلة من الروبوتات هي الطابع النهائي للثقافة المنغرسة والمنصهرة بالتقنية. ومع ذلك فإن الرؤية التي تغلفها هي أن التقنية التي تتضمنها جميع التزاماتنا ما هي إلا سلسلة مستقبلية من العيوب والأخطاء. ويقول بيتر إيكيرت في مجلة «تك وورلد نيوز» إن أبناء العصر النفاث عند نظرهم إلى الأمام، أي إلى العالم الحقيقي، فإنهم سيجدون أن تمثيلهم سيكون بالتقنيات الحدسية والسهلة الاستخدام، التي تستجيب في إدارتها وفعاليتها وكفاءتها لجميع الأمور، ابتداء من تحليل الأعمال المعقدة، إلى خدمة الإنترنت.
نظرة مستقبلية
تصوروا عالما حيث الهواتف الجوالة تتبادل المعلومات مع التلفزيونات، ويقوم الجهاز اللوحي بمدنا وتزويدنا بالتجارب اليومية، وهو جهاز متعدد الأوجه لأغراض التسلية والترفيه عند الطلب، وتبادل المعلومات، والعمل. كما ستكون جميع الأجهزة المنزلية متصلة ومتواصلة، ويمكن التحكم فيها من بعيد، مما يؤسس لبيئة مستجيبة على صعيد التقنية والتفاعل، التي يمكن بسهولة استغلالها من قبل المستخدم النهائي. تصوروا عالما من دون نقد ورقي، حيث حركة صغيرة من الرسغ تنجز صفقة تجارية. وكانت الشركات الاستهلاكية الكبرى قد شرعت تنظر في أمر التلاقي الفعلي بين جميع منتجاتها. فمستقبلا سيؤدي المسعى نحو الاتصالات التي تتم بين الأجهزة، إلى تأسيس بروتوكولات عبر الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية. ولكي يتم هذا الأمر فعلا ينبغي على جميع نقاط اللمس أن تكون متراصفة بصورة منسجمة مع سير الحياة اليومية، ومصممة لكي تستجيب إلى متطلبات التفاعل البشري. وكما هو الحال في الشأن المنزلي، سيكون على كل الأمور في بيئة العمل أن تتفاعل بشكل يخلو من الخطأ. فالوصول إلى ملفات العمل أثناء السفر والتجوال، وتشغيل برمجيات أي نظام تشغيل، أو متصفح، والتواصل عالميا في الزمن الحقيقي عبر مؤتمرات الفيديو، ستصبح كلها من الأمور البسيطة التي لا تكلف شيئا. كذلك ستقوم نظم التشغيل بالتراصف والتزامن أوتوماتيكيا، كما أن الذهول العقلي إزاء العجز وعدم القدرة سيزول نهائيا من الذاكرة.
وعلى الرغم من أن تلاقي هذه التقنيات ماثل في الأفق، فإن المستخدمين النهائيين لا يزالون يتخبطون في الفوضى، إذ تجري ترجمة هذه الأساليب اليوم بصورة مختلفة. وقد لا يدرك البعض أن على المستخدمين النهائيين اليوم مواجهة سيل من واجهات التفاعل التي ينبغي التعامل معها ومعرفتها، ومثال على ذلك العدد الكبير من أجهزة الهاتف الجوال المطروحة في الأسواق العالمية. وهنالك عدد لا يحصى من عمليات التعديل والتكرار التي تجري بين هذه الأجهزة، وغالبا بين الأجهزة من الشركة الصانعة ذاتها. وهذا من شأنه إرغام المستخدمين على الاطلاع بشكل مستمر على الاتفاقيات الحاصلة في هذا الشأن. والأكثر من ذلك يتوقع زيادة عدد مستخدمي الأجهزة في العالم أضعافا مضاعفة.لكن يد المساعدة لن تأتي في القريب العاجل، فالشركات اليوم تعمل في مخابئها وصوامعها لكي تحتل موقعا رئيسيا في السوق. ومع ذلك سترغم الاتفاقيات والمساعي المبذولة في العقد المقبل، أو أكثر، توحيد مجموعة البروتوكولات والمواصفات. ولدى بروز مجموعة من البروتوكولات خاصة بجميع أنواع واجهات التفاعل المتعلقة بالمستخدمين، سيستفيد المستهلكون من العصر الجديد للبساطة والسهولة في التعاطي مع التقنية، التي من شأنها تحسين الخبرة الإجمالية.
تفاعل لوحي
الجهاز اللوحي الجديد أدى إلى تحول مثالي أرغم الشركات على إعادة التفكير في ما تقدمه منتجاتها. فقد سلطت الضوء بصورة متقطعة على قوة تصاميم التقنيات التي تبدو بسيطة، ويمكن بلوغها. فمن منزل إلى آخر باتت للأفراد أفكارهم الجديدة حول كيفية تجاوب التقنية مع حاجاتهم الخاصة. فمع طفرة القوة العاملة ذات الأعداد الكبيرة، أصبح الجيل الجديد من القادة يتبنى التقنيات الجديدة ويتأقلم معها. ومع ما سيجلبه هؤلاء إلى المنازل ومكاتب العمل، فإنه لن تتم المقارنة مع كيفية تعامل الجيل المقبل «واي» مع التقنيات هذه والتفاعل معها.
وتبقى الخطوة الكبيرة المقبلة بالنسبة إلى واجهات تفاعل المستخدم هي التحول الزلزالي نحو نموذج الأجهزة اللوحية. فقد رغبت الكثير من الصناعات في التأثير على هذه المنصة، وترك بصمات نفوذها عليها. ولكون أن للجهاز اللوحي محدوديته وقيوده على صعيد العمليات الكومبيوترية، شرعت الشركات لأول مرة في العمل على تصميم مركزي خاص بالمستخدم، لتحسين المهام والعمليات بغية إيجاد بيئة تدعم عمليات اللمس الخاصة بتطبيقاتها.
ولن تستطيع جميع الصناعات أن تفعل ذلك بسهولة، إذ يتوجب على الشركات ذاتها أن تبقى متأهبة، وتتفهم أن النجاح يعتمد بشكل متزايد على قدرتها على الخروج بحلول ومنتجات في سياق بيئة الأجهزة اللوحية الجديدة. والسعادة الإلكترونية المطلقة هي في سهولة الاستخدام من قبل المستخدمين النهائيين، والانغماس في تقنياتها. ولكي تصل الشركات إلى هناك، عليها تفهم مستخدميها، واستيعابهم، ومعرفة ما يحفزهم.
وبالنسبة إلى يومنا هذا، فإن تصميم واجهة تفاعل المستخدم هو الذي يدفع نحو الابتكار لمنفعة المستهلك وزيادة العبء عليه في الوقت ذاته. وستكون الطريق أمامنا مليئة بتخبطات التصاميم، في الوقت الذي تحاول فيه الشركات والصناعات برمتها، والمستهلكون، فك تعقيدات المفاهيم الجديدة الآيلة إلى التلاقي والتأثير فيها.