احتفلت شركة آبل بيوبيل هاتفها الذكي آي فون (iPhone) بمناسبة مرور 5 سنوات على إطلاقه إلى الأسواق. ويرى العديد من الخبراء أن ذاك التاريخ الذي أطلق فيه هاتف آي فون إلى الأسواق غير العالم، ولعل ذلك صحيح فقد تبع إطلاق هذا الهاتف إلى حدوث طفرة في عالم الهواتف الذكية حيث بدأت الشركات الأخرى بالعمل على تطوير أجهزتها حتى باتت اليوم متوفرة بأسعار عادية تشبه إلى حد كبير أسعار الهواتف الخليوية وقت انتشارها، والتغيير عملياً هو وضع هاتف قوي، أو حاسب صغير في راحة يد المستخدم أينما كان متيحاً له المجال للاتصال هاتفياً ومع الشبكة العنكبوتية واستخدام ميزات لم تكن موجودة من قبل مثل التعامل معا لصور والصوت والفيديو وغيرها.
وإن كانت تطبيقات وبرمجيات الهواتف سابقاً محصورة ببعض المطورين فاليوم أصبحت هذه التطبيقات مطلوبة بشكل كبير مما أدى إلى تشكيل سوق خاصة بهذه البرمجيات تعتبر من أضخم الأسواق حديثة المنشأ، فلكي يحصل المستخدم على المعلومات والبيانات التي يرغب بأن تكون دوماً متوفرة في راحة يده يحتاج إلى تطبيقات تنقل له الأخبار وحالة الطقس وما يفعله الأصدقاء على شبكات التواصل الاجتماعي وأسعار الأوراق المالية، وأنظمة العنواين والخرائط وطريقة الوصول إلى مكان ما بأسرع وقت، بل بات بإمكانه حتى الحديث مع الهاتف عبر تطبيقات مثل تطبيق سيري الذي ظهر على هواتف آي فون الأخيرة 4 إس (iPhone 4S) والذي يمكن عبره تنفيذ أوامر المستخدم عن طريق الأوامر الصوتية. ويبدو أن بعض المحللين اعتبروا أن آي فون لعبة للتسلية ولم يأخذوه على محمل الجد في وقت كان يعتبر فيه هاتف ريم (RIM) بلاك بيري (BlackBerry) جهازاً جدياً له مميزاته، ولكن اليوم بدأت ريم بتسريح 5 آلاف من العاملين فيها لتجاوز الخسائر، بينما قامت توكيا بتطبيق تخفيض يقدر بـ 10 آلاف موظف حتى عام 2013، في حين بقيت آبل في المقدمة بشكل لن تلحق بها شركات كبرى مثل سوني أو مايكروسوفت، وحققت مبيعات أكثر من 218 مليون هاتف محمول خلال تلك الفترة، وفي الوقت الذي كان فيه مبيعات الشركة عام 2007 يقدر بـ 24.6 مليار دولار، سجلت الشركة اليوم مبيعات تقدر بـ 160 مليار دولار، أي بنسبة زيادة 550%. ولم يلعب إطلاق آي فون دوراً رئيسياً في رفع نسبة مبيعات آبل وزيادة الاهتمام بمنتجاتها وحسب، بل ومكن الشركة أيضاً من تطوير جهازها الثوري آي باد (iPad) عام 2010.