فاجأت خطة جوجل للاستحواذ على قسم الجوال في موتورولا المراقبين والمحللين في أسواق تقنية المعلومات، وتباينت آراء مجتمع الهواتف الجوالة حول صفقة الاستحواذ.
تقول مؤسسة الأبحاث IDC أن الصفقة مفيدة جدا لموتورولا لأنها ستساعدها على المنافسة بشكل أكبر في سوق الهواتف الذكية. وقد شحنت موتورولا 4.4 مليون هاتف ذكي على المستوى العالمي في الربع الثاني من 2011، وكانت ثامن أكبر مصنّع للهواتف الذكية في العالم بحصة 4.1%.
يقول فرانشيسكو جيرونيمو، مدير الأبحاث لدى IDC والمختص بدراسات الهواتف الذكية في أوروبا: ” إنها فرصة كبرى لموتورولا. فمع المبلغ النقدي البالغ 12.5 مليار دولار الذي ستدفعه جوجل ومع تحكم الأخيرة بمنظومة أندرويد، سيكون لموتورولا قدرة أكبر على المنافسة في سوق الهواتف الذكية. موتورولا هي أحد أكبر مصنعي هواتف أندرويد، وعملية الاستحواذ هذه ستمكن الشركة من التركيز أكثر على تنويع منتجاتها لأن هذا التنويع أصبح أساس النجاح في سوق أجهزة أندرويد التي تعجّ بالمنتجات.”
وقالت IDC أيضا أن صفقة الاستحواذ هذه ستسمح لجوجل باستخدام جميع براءات الاختراع الخاصة بموتورولا، وهذا ما سيمكّنها من الرد بقوة على الدعاوى القضائية التي رفعت ضدها بشأن استخدام براءات اختراع لشركات أخرى في هواتف أندرويد. كما ستساعد صفقة الاستحواذ جوجل على تحسين خدمات تلفزيون جوجل التي طرحتها الشركة مسبقا.
يقول جيرونيمو:” موتورولا هي إحدى الشركات الرائدة في عالم الهواتف الجوالة، وهي تمتلك مع نوكيا وإريكسون مجموعة كبيرة جدا من براءات الاختراع الخاصة بالأجهزة الجوالة. ومن جهة أخرى فإن لدى موتورولا وحدة عمل مخصصة لصناعة أجهزة الاستقبال التلفزيوني التي يمكن أن تساعد جوجل في تحسين خدمات تلفزيون جوجل Google TV.”
لكن جيرونيمو قال بأن صفقة الاستحواذ ستجعل أيضا المصنعين الآخرين لهواتف أندرويد يفكّرون مليا بمدى ارتباطهم بجوجل، وكيف أن خطط جوجل الجديدة قد تؤثر على أعمالهم.
يمكن أن تعيد سامسونج وإتش تي سي وسوني إريكسون النظر في أنظمة تشغيل جوالة أخرى للاعتماد عليها كسبيل لتخفيف المخاطر التي قد تنتج عن الاعتماد على أندرويد فقط. وربما يكون عليهم التفكير مجددا بويندوز موبايل من أجل تنويع حقيبة منتجاتهم الجوالة على المدى البعيد. إذ أن هذه الشركات لن تقبل بأن تكون جوجل شريكا لها ومنافسا في الوقت ذاته. لا أعتقد أن استحواذ جوجل على موتورولا سيكون الخطوة الأولى باتجاه إلغاء كون أندرويد مجاني ومفتوح المصدر وجعله حصريا لهواتف موتورولا فقط، فجوجل بحاجة إلى كل من سامسونج وإتش تي سي وسوني إريكسون لزيادة حصة أندرويد من الهواتف الجوالة في العالم.”
وترى IDC أن هذه الصفقة ربما تكون محفزا للشركات المصنعة لهواتف أندرويد لتحفيف اعتمادهم على جوجل ومواجهة تحديات السوق المقبلة.
أما أشيش بنجابي، الرئيس التنفيذي لدى جاكيز للإلكترونيات في الإمارات العربية المتحدة فيعتقد أن صفقة استحواذ جوجل على موتورولا ستضع سامسونج و إتش تي سي وسوني إريكسون تحت الضغط للبحث عن شركاء آخرين للمضي قدما معهم.
وأضاف بنجابي: ” إن عملت جوجل في المستقبل على تطوير نسخ من أندرويد مخصصة لأجهزة موتورولا فسيكون أثر ذلك كبيرا على شركات التصنيع الأخرى مثل سامسونج وإل جي وإتش تي سي، وستفكر كل منها بنظام تشغيل آخر تعتمد عليه. فسامسونج على سبيل المثال لديها نظام التشغيل Bada الذي قد تفكر فيه الشركة كبديل لأندرويد. كما أن استحواذ جوجل على موتورولا قد يدفع إلى مزيد من التحالفات الشبيهة باستحواذ إتش بي على نظام التشغيل WebOS، وربما نشهد حلفا بين إتش بي وسامسونج أو إتش تي سي أو إل جي للاعتماد على نظام التشغيل الذي تملك. كما أن ريسيرش إن موشن هي حاليا تحت الضغط وربما ترى في سامسونج أو إل جي أو إتش تي سي شريك المستقبل المناسب لكسر سيطرة أبل وجوجل على عالم الهواتف الذكية حاليا.”
وتوافق ستيلا بوكون، إحدى كبار المحللين في Pyramid Research على أن استحواذ جوجل على موتورولا سيكون بأثر سلبي على شركاء جوجل الحاليين من مطوري هواتف أندرويد.
وقالت ستيلا: ” أنا واثقة من أن استحواذ جوجل على موتورولا سيدفع سامسونج وإل جي وإتش تي سي وسوني إريكسون إلى التعويل بشكل أكبر على ويندوز فون في منتجاتهم المستقبلية.”
وقد جاء خبر استحواذ جوجل على قسم الجوال في موتورولا تعزيزا للشائعات التي تقول بأن نوكيا وريسيرش إن موشن اللتين تعانيان أيضا قد تكونان عرضة للاستحواذ من قبل شركات أخرى، وقد ارتفعت أسهمهما بنسبة 17.35% و10.3% على التوالي بعد إعلان خبر الاستحواذ مباشرة وفقا لرويترز. أما أسهم موتورولا فقد قفزت بنسبة 55% بينما هبطت أسهم جوجل بنسبة 1%.