بالتركيز على إمكانات الجهاز وقدراته
عند التسوق لشراء هاتف نقال ذكي، من الشائع أن يجد المرء نفسه منجذبا إلى أكثر التصميمات أناقة، لكن الهاتف في حقيقته عبارة عن مجموعة من الإمكانات المدمجة معا وراء غلاف واحد. وفي الكثير من الحالات يشتت هذا الغلاف الانتباه بعيدا عن الأمر الأكثر أهمية: ما إذا كان الهاتف يملك الإمكانات الملائمة لمستخدمه، ومدى جودة عمل هذه الإمكانات.
وإذا شرعت في التسوق بغية شراء هاتف نقال وركزت اهتمامك على نمط الجهاز، فينبغي أن تسأل نفسك: ما القيمة الحقيقية لأفضل هاتف جوال في العالم إذا كان عاجزا عن التقاط إشارة؟ عليك في البداية تفحص قدرة الهاتف على الاستقبال بالنسبة للمنطقة التي ستستخدمه بها.
إشارات واتصالات
المعروف أن غالبية الاتصالات العالمية تعتمد على نظام إشارات يعرف باسم «النظام العالمي للاتصالات الجوالة»، ويعرف اختصارا باسم “GSM”. وداخل الولايات المتحدة، تستخدم شركتا “AT&T” و”T-Mobile” نظام “GSM”، مما يعني في الغالب أن أيا من الهواتف المرتبطة بهما ستبقى قادرة على العمل خارج البلاد، ومع الاستعانة ببطاقة وحدة تعريف المشترك “SIM” الأوروبية، تصبح المكالمات هناك محلية ورخيصة. وبينما تعرض شركتا «فيريزون» و«سبرينت» حزمة خدمات مرتبطة بـ”GSM”، فإنه يتعذر أحيانا تبديل بطاقة “SIM”.
والتساؤل الآن: كم عدد حروف “G” التي تحتاجها؟ في اللغة الدارجة بالمجال التقني، يشير حرف “G” إلى الجيل، وعادة كلما ارتفع الرقم المرفق بالـ”G” تميزت الشبكة بسرعة أكبر في إرسال البيانات، الأمر الذي يفيد كثيرا لدى تحميل أفلام أو صور أو موسيقى. إلا أن الوضع الراهن لـ”G” أصبح معقدا، فرغم أن غالبية شبكات الهواتف النقالة توفر تغطية كاملة للهواتف المتميزة بـ”3G”، فإن البعض يعرض أيضا “3.5G” (التي غالبا ما يجري الإعلان عنها باستخدام مصطلح “سرعات 4G”). ولا تقدم سوى 68% من الأسواق “WiMax 4G” من «سبرينت» مقابل 10 دولارات شهريا في إطار عقد منتظم (وتعرض «كليرواير» أيضا الخدمة ذاتها، لكن في صورة بيانات فقط، وليس صوتا عبر الهاتف).
هواتف وشبكات
وإذا كنت بحاجة لهاتف بمقدوره توفير خدمات “4G”، فإن هاتف «إيفو» من «إتش تي سي» هو الاختيار المثالي. إلا أن الخدمة ربما تعاني التقطع، وقطعا تعد 10 دولارات مبلغا كبيرا لإنفاقه على خدمة غير مضمونة. في الوقت الراهن، تعكف «تي – موبايل» على شبكتها العاملة بنظام «HSPA+»، والتي مع استخدامها مع هاتف “Google 2G” يمكن تحميل مواد بسرعة تكافئ تقنية «واي ماكس»، مع عدم فرض رسوم إضافية عن الزيادة في السرعة. في تلك الأثناء، عملت «إيه تي آند تي» أيضا على الإسراع من عمل شبكتها. وبهدف اختبار سرعة الشبكة، يمكنك استخدام تطبيق باسم «سبيد تيست» أو اختبار السرعة أو الاستعانة بصديق لديه هاتف ذكي للقيام بهذا الأمر من أجلك.
وبعد اختيار الشبكة، الخطوة التالية هي شراء خطة معينة. من أجل الحصول على أفضل قيمة، عليك شراء أقل قدر ممكن من الخدمات الصوتية والنصية والبيانات – وبذلك لن تدفع أموالا مقابل عناصر لها فترة عمل محددة. وبإمكان مواقع إلكترونية مجانية مثل «BillShrink» المساعدة في تحديد الصفقة المثلى بناء على استخدامات العميل لهاتفه النقال، أو موقع إلكتروني يفرض رسوما مثل «Validas» والذي يوفر توصيات للعميل بعد تحليل فاتورة الخدمات اللاسلكية.
نظم التشغيل
وغالبا ما يمثل نظام التشغيل خاصية إما تسهم في نجاح مذهل أو فشل كامل. ويعد تميز المنتج بكونه مألوفا واحدا من أكبر العناصر المساعدة في التسويق. وبالنسبة للأفراد الذين يستخدمون حواسب آلية طراز «أبل»، يقدم «آي فون» قدرة رائعة على الاندماج، تماما مثلما أن الأشخاص الذين يعشقون «ويندوز» يفضلون سهولة تناغم الهواتف النقالة المعتمدة على «ويندوز» مع حواسبهم الآلية، أو يقدر مستخدمو «جوجل» مدى سهولة تنسيق «أندرويد» مع حساباتهم. وهناك أنظمة أخرى مثل «نوكيا سيمبيان» و«بالم ويب اواس» يمكن تعديلها بحيث تصبح قادرة على التوافق، لكنها ربما تحتاج لبرامج إضافية.
كما يضم كل نظام تشغيل عالما خاصا به من التطبيقات، التي تعد برامج كومبيوترية متخصصة صغيرة بإمكانها القيام بعدة مهام، مثل توفير الاتجاهات والعثور على صيغ معينة لتحقيق هدف ما أو تمكين المستخدم من الاستماع إلى إذاعة راديو تتوافق مع ذوقه. ويتميز «آي فون» بالمكتبة الأضخم، حيث يضم قرابة 300 ألف تطبيق، يعقبها نظام «أندرويد» للتشغيل، ويضم نحو 100 ألف تطبيق. أما «بلاكبيري» و«بالم» و«ويندوز» و«نوكيا» فتتسم بقدر أقل بكثير من التطبيقات، لكن الأكثر شعبية عادة ما تظهر على جميع الأنظمة في نهاية الأمر. إلا أن «آي فون» يحوي في الوقت ذاته نقطة ضعف تكمن في أنه لا يتوافق مع برنامج شائع للغاية: «أدوبي فلاش»، الأمر الذي يعوق القدرة على تصفح الشبكة العنكبوتية.
تطبيقات متنوعة
من بين النقاط الفاصلة الكبرى لوحات المفاتيح الافتراضية مقابل ألواح المفاتيح الفعلية، ذلك أن البعض لا تروق لهم لوحة المفاتيح الافتراضية على الشاشة، لكن هذه اللوحات تحمل حاليا بعض المزايا، مثل «Swype»، وهي تقنية تسمح لك بتمرير أصابعك عبر لوحة المفاتيح للكتابة بدلا من النقر على كل حرف. وعادة ما تتسم الهواتف المزودة بلوحة أزرار بأحجام أكبر قليلا، مثل «سامسونج إبيك».
قد لا يبدو “Wi-Fi” خاصية جوهرية – خاصة إذا كنت تتصل بالعالم عبر هواتف “3G” أو “4G” – لكنها تبقى مفيدة لأسباب عدة، منها أنه يحمل ويرفع بسرعة أكبر بكثير، وعليه فإنه أفضل بالنسبة للمحادثات المصورة. كما أن بعض التطبيقات، مثل تلك التي تساعد على إجراء مكالمات دولية مجانا، ربما تستلزمه. علاوة على ذلك، فإن المواد المحملة باستخدام «واي فاي» لا تعمل ضد خطة البيانات، وبالتالي يمكنك تحميل مقطع مصور أثناء استخدامك “Wi-Fi” كي تشاهده لاحقا والاشتراك بخطة بيانات أرخص. أما خاصية الـ”Bluetooth”، فقد أصبحت متوافرة بجميع الهواتف الآن تقريبا، لكن إذا رغبت في الاستماع للموسيقى على نحو لا سلكي، فتفحص ما إذا كنت تملك نسخة ستريو حديثة أم لا.
وتملك الكثير من الهواتف خاصية تسمح بتوصيل الكومبيوتر (أو جهاز آخر) بالإنترنت. ويمكن لهذه النوعية من الهواتف، مثل «بالم بيكسي»، توصيل أكثر من جهاز في وقت واحد بـ”Wi-Fi”، بينما يستخدم الهاتف سلكا أو “Bluetooth” للاتصال بجهاز واحد مثل «تورش 9800» من «بلاكبيري»، إلا أن هذه الخاصية قد تضر ببياناتك.
وليس من الضروري شراء الهاتف عبر المنافذ الرئيسية، ذلك أنه غالبا ما تقدم الأطراف الثالثة، مثل محلات البيع بالتجزئة، عروضا أفضل بخصوص الهواتف والعقود ذاتها. وتقدم جهات البيع عبر الإنترنت أيضا عروضا، لكن البعض اشتكى من خدمة البيع في بعض الأحيان.