في العشرين من شهر اكتوبر الماضي تم إطلاق سلسلة معالجات إنتل من الجيل الثالث عشر، والتي تحمل الاسم الكودي Raptor Lake. وكانت اولى المعالجات التي يتم إطلاقها في قنوات البيع هي المعالجات القابلة لكسر السرعة (رفع تردد التسغيل)، مع ستة موديلات من عائلات Core i9 و i7 و i5. ولقد رأينا من قبل تصميم إنتل غير المتجانس أو الهجين مع إطلاق معالجات الجيل الثاني عشر والتي تحمل اسم Alder Lake، وتقدم معمارية Raptor Lake تصميمًا مشابهًا جدًا، ولكن مع تحسينات مصممة للمساعدة في منح إنتل الصدارة في سوق أجهزة الحاسب المكتبية.
وقد أتى إطلاق سلسلة معالجات انتل الجديدة لاجهزة الحاسب المكتبة بعد اطلاق AMD. حيث كانت لـ AMD الكلمة الأولى في غضون أسابيع قليلة مع إطلاق معالجات الحواسب المكتبية من سلسلة Ryzen 7000، والتي قدمت بنية Zen 4 بالإضافة إلى تحديث أساسي للنظام لـ AMD مع مقبس AM5. ولقد تم استقبال معالجات Ryzen الجديدة بشكل جيد (بالرغم انها باهظة الثمن بعض الشيء)، مما وضع معيارًا جديدًا للأداء ووضع AMD بقوة في الصدارة، على الأقل لفترة قصيرة. والان حان الوقت لمعالجات شركة انتل – لدحضها – حيث يمكنهم إظهار ما كانوا يعملون عليه خلال السنوات القليلة الماضية وما إذا كان بإمكانهم الاحتفاظ بميزتهم على AMD بهذا الجيل الأخير من المعالجات.
وعلى المستوى الاعلى، يمكن اعتبار معمارية Raptor Lake بمثابة ترقية منتصف الدورة لمنصة انتل الحالية LGA1700. نظرًا لأن الشركة أطلقت Alder Lake و LGA1700 قبل عام واحد فقط، فإنها لا تتطلع إلى إصلاح بنية وحدة المعالجة المركزية قريبًا جدًا، ولا المنصة الأساسية. فانتل هنا تحافظ على دورة المنصة الأساسية التي تبلغ عامين، لذا فقد تم تصميم الجيل الثالث عشر من معالجات Core لتقديم المزيد من الأداء إلى نفس المنصة مثل Alder Lake. وهذا يجعل إطلاق Raptor Lake أكثر وضوحًا بشكل ملحوظ من إطلاق AMD الأخير، حيث قامت AMD بإصلاح وتغيير منصتها بالكامل مع إجراء بعض الترقيات الأكثر أهمية لبنية وحدة المعالجة المركزية في هذه العملية.
ونظرًا لأن شركة انتل لم تقم بتعديل معمارية وحدة المعالجة المركزية الخاصة بها بشكل كبير في Raptor Lake، فإن الشريحة هي في الأساس نسخة منقحة ومتطورة من Alder Lake. هذا يعني أننا ما زلنا نرى مزيج من انوية الاداء P(erformance) والكفاءة E(fficiency)، والمستندة إلى معماريات معالجة مختلفة ومصممة للسماح لشركة انتل بالوصول إلى مستويات أداء عالية في كل من أعباء العمل الفردية/ذات المسارات الخفيفة التي تفضل أنوية الكفاءة E، في حين تتولي أنوية الأداء P أعباء المهام الثقيلة و متعددة المسارات و يمكن الاستفادة من أنوية الكفاءة أيضا للمساعدة في أداء هذه المهم مما يعني مزيدا من الأداء. وتعتمد انوية الاداء P على بنية جديدة تقنيًا وهي Raptor Cove، بينما لا تزال انوية الكفائة E تعتمد على نفس بنية Gracemont مثل ما رأيناه في معمارية Alder Lake.
وسوف نقوم بالغوص في التفاصيل الداخلية لـ Raptor Lake بعد قليل، ولكن على المستوى المتقدم، تعمل انتل في المعمارية الجديدة على تحسين الأداء مقابل Alder Lake بثلاث طرق، هي:
- سرعات أعلى للساعة، خاصة بالنسبة إلى انوية الاداء P، وذلك بفضل بعض أعمال تحسين المعمارية جنبًا إلى جنب مع مزيد من التحسينات على عملية Intel 7 fab.
- انوية كفائة E إضافية في جميع معالجات الحواسب المكتبية، لتعزيز الأداء في أحمال العمل متعددة المسارات.
- ذاكرة L2 مخبأة إضافية لكل من انوية الاداء P والكفائة E. بالاضافة الى ذاكرة تخزين مؤقت L3 أكبر قليلاً أيضًا، وذلك لاستيعاب العدد الأكبر من انوية الكفائة E.
تعني سرعات الساعة الأعلى وذاكرة التخزين المؤقت الإضافية أن معالجات Raptor Lake يجب أن تكون أسرع في جميع السيناريوهات تقريبًا مقارنة Alder Lake. بالنسبة لأعباء العمل الفردية والمسارات الخفيفة، يمكن لأنوية P الأسرع أداء العمل. وفي الوقت نفسه فإن الجمع الكامل بين انوية E الإضافية وسرعات الساعة الأعلى يعني أن الأداء متعدد المسارات غالبًا ما يُظهر مكاسب أكبر.
وستكون معمارية Raptor Lake، إطلاقًا شاملاً لشركة انتل وشركائها. وهذا لا يعني فقط إطلاق معالجات الحواسب المكتبية، كما نرى اليوم، ولكن أيضًا مجموعة كاملة من معالجات الحواسب المحمولة، مع سلسلة معالجات U و P و H و HX. وعلى الرغم من أن معالجات الحواسب المحمولة أصعب قليلاً فيما يتعلق بإضافة الساعات والانوية مع البقاء في حدود معينة لاستهلاك الطاقة، يمكن أيضًا استخدام تحسينات تصميم انتل لتحسين كفاءة الطاقة بدلاً من ذلك، والتي ستكون ذات أهمية أكبر لسوق الحواسب المحمول. دعونا لا نستبق الاحداث ونترك ذلك في حينه.
اطلاق يبدأ من الأعلى: Core i9-13900K و i7-13700K و i5-13600K
اختارت إنتل إستراتيجية إطلاق تبدا من الحواسب المكتبية إلى الحواسب المحمولة من أعلى إلى أسفل، وهذا يعني الكشف اولا عن المعالجات الموجهة للحواسب المكتبية القابلة لرفع تردد التشغيل. وهذا يعتبر امر نموذجي لإطلاق إنتل الحديث، ويسمح لهم بانتاج معالجات الحواسب من الفئة العليا ذات الحجم السوقي المنخفض نسبيًا أولاً مع الاستمرار في تجهيز معالجات الحواسب المكتبية من الفئة الادنى ومعالجات الحواسب المحمولة. وقد اطلقت إنتل إجمالاً ثلاث سلاسل من المعالجات موزعة على 6 موديلات SKU، وكلها قابلة لرفع تردد التشغيل (K) وتأتي مع أو بدون رسومات مدمجة (F).
ومقارنةً بمعالجات الجيل الثاني عشر، استبدلت انتل انوية الاداء P بأنوية Raptor Cove الجديدة على أساس 1:1. وفي الوقت نفسه فلقد ضاعفت انتل بشكل فعال عدد انوية الكفائة E. فعلى سبيل المثال يحتوي Core i5-13600K الآن على ثمانية انوية E بينما يحتوي Core i5-12600K على أربعة فقط. ويظل TDP دون تغيير عن الرقائق السابقة، مع استهداف انتل رسميًا 125W – على الرغم من أن حدود PL2 قد زادت قليلا من 241W إلى 253W.
وتأتي انوية P لمعالج Core i9-13900K بأقصى سرعة تيربو تبلغ 5.8 جيجاهرتز. بزيادة قدرها 600 ميجاهرتز عن معالج Core i9-12900K. وعلى الرغم من أنه يحتوي على نفس عدد انوية الأداء P مثل سابقه، فإنه يتميز الآن بضعف عدد انوية الكفاءة E؛ بإجمالي 24 نواة هجينة تتألف من انوية 8P و 16E. وهذا يضيف ثمانية مسارات أخرى، ليصبح المجموع 32، ارتفاعًا من 24 في Core i9-12900K.
ولقد خفضت انتل التردد الأساسي لانوية الكفائة E إلى 2.2 جيجاهرتز، وهو أقل من 2.4 جيجاهرتز التي يأتي بها معالج Alder Lake. لكن في الوقت نفسه قاموت أيضًا بزيادة سرعة التوربو القصوى لانوية E إلى 4.3 جيجاهرتز، بزيادة قدرها 400 ميجاهرتز أعلى من انوية معالج Alder Lake والتي تبلغ 3.9 جيجاهرتز.
ولقد أجرت انتل تعديلات مماثلة على جميع معالجتها من الجيل الثالث عشر – لذا فإن هذا لا ينطبق فقط على موديلات i9، ولكن أيضًا موديلات i7 و i5. في نهاية المطاف ، وبينما تريد انتل بشكل مثالي تشغيل انوية E بأعلى سرعة على مدار الساعة في جميع الأوقات، فإن هذا العدد المتزايد من الانوية يجعل من الصعب بقاء الحمل الحراراي في نطاق 125W TDP وهو الرقم الرسمي لشركة انتل، مما يستلزم تقليل سرعات الساعة الأساسية.
بالانتقال إلى الاسفل، يحتوي كل من معالجات Core i7-13700K و KF على إجمالي ستة عشر نواة (8P + 8E)، وهو أعلى من Core i7-12700K الذي يحتوي على (8P + 4E). بالنسبة لهذا الموديل، يبلغ الحد الأقصى لسرعة سرعة التربو 5.4 جيجاهرتز لانوية P، بينما تبلغ سرعة الساعة الأساسية 3.4 جيجاهرتز.
وأخيرًا الحصان الاسود في تشكيلة انتل هو Core i5-13600K، والذي سنختبره أيضًا لاحقا. حيث يأتي المعالج مع إجمالي أربعة عشر مسارا بتكوين 6P + 8E، وهو يمتلك أربعة تنوية أكثر من تلك الموجودة في i5-12600K. يتميز كل من Core i5-13600K و i5-13600KF بسرعة قصوى لانوية P تبلغ 5.1 جيجاهرتز (أعلى من سابقه 4.9 جيجاهرتز)، وسرعة توربو لانوية E تصل إلى 3.9 جيجاهرتز (أعلى من 3.6 جيجاهرتز لسابقه).
شرائح Z790 ودعم DDR5-5600
يأتي إطلاق معالجات الجيل الثالث عشر مع جيل جديد من اللوحات الأم وهي Z790. كما ذكرنا سابقًا فإن معالجات الجيل الثالث عشر متوافقة مع لوحات السلسلة 600 (مع تحديث BIOS الضروري لذلك)، بحيث يمكن استخدامها كترقية فورية أو كجزء من بناء جديد. ولكن بالنسبة للبناة الذين يبحثون عن الأفضل – أو حتى التوافق المضمون للمعالج – تأمل انتل أن تغريك لشراء واستخدام Z790.
ومثل بقية منصة Raptor Lake، لا تعد Z790 إصلاحًا مهمًا لمنصة انتل الحالية. لكن Z790 تقدم امتيازات. سيكون من أبرزها أن لوحات Z790 ستكون اللوحات الأولى التي تم التحقق من صحتها لسرعات ذاكرة DDR5 الأعلى التي تستطيع معالجات Raptor Lake تشغيلها. في حين كانت منصة Alder Lake تدعم رسميًا DDR5-4800، فمنصة Raptor Lake يمكنها تشغيل ذواكر بسرعة DDR5-5600، مما يساعد تغذية الوحش بسرعات ذاكرة أعلى. وسيعمل محترفو كسر السرعة مع مجموعات الذاكرة بترددات اعلى من اوضاع XMP المختلفة، ولكن بالنسبة لأي شخص يقوم ببناء اجهزة – سواء كان ذلك من مصنعي الاجهزة الأصلية أو الافراد – يعتبر زيادة النطاق الترددي اضافة جيدة. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد ما يمنع لوحات Z690 الحالية من العمل مع سرعات الذواكر العالية أيضًا، ولكن هذا سيعود إلى الشركات المصنعة للوحات الأم التي تجري جولة جديدة للتحقق باستخدام معالجات Raptor Lake الجديدة.
أما بالنسبة لشريحة Z790 نفسها، فهي توفر مرونة أكبر في الإدخال/الإخراج مقارنةً بـ Z690. تحتوي Z790 الآن على 20 مسار PCIe 4، مقابل 12 في Z690. وثمان مسارات PCIe 3، مقابل 16 مسار PCIe 3 في Z690. وتقدم Z790 أيضًا دعمًا لمنفذ USB اضافي بسرعة 20 جيجابت في الثانية (USB 3.2 Gen 2×2)، مما يجعل المجموع 5 وهذا أكثر من سابقتها.
تحجيم المنافسة: الجيل الثالث عشر مقابل Ryzen 7000
مع تحول إنتل إلى بنية تصنيع وحدة المعالجة المركزية غير المتجانسة، أصبحت المقارنات بين Intel و AMD أكثر صعوبة قليلاً. ولكن نظرًا لأن AMD و Intel تطورتا للحصول على مجموعات منتجات متشابهة في اسماء العائلات – وكذلك أسعار مماثلة – فليس من الصعب تحديد المعالجات المتنافسة بشكل أساسي مع بعضها البعض.
وتواجه إنتل معالجات شركة AMD العليا مع عدد أقل من انوية الاداء P (أو ما يعادلها من AMD)، ولكنها تزيد بعدد أكبر بكثير من انوية الكفائة E. ونتيجة لذلك، تمتلك إنتل عددًا أكبر من انوية المعالج لتقديمها بشكل عام، ولكن الآثار المترتبة على الأداء تعتمد بشكل كبير على عبئ العمل. وهنا يتألق معالج 13900K في المهام التي يمكن أن تملأ جميع الانوية البالغ عددها 24 نواة / 32 مسار، ويمكن بشكل مثالي حساب الفرق في الأداء بين أنواع الانوية المختلفة. وبخلاف ذلك تقدم AMD عددًا أقل من الانوية الإجمالية، ولكن المزيد من الأداء على أساس كل نواة عند الحاجة من 9 إلى 16 نواة.
كما ان التسعير كان لصالح إنتل وقت الاطلاق (589 دولار لمعالج Core i9-13900K مقابل 699 دولار لمعالج Ryzen 9 7950X)، بالإضافة إلى الدعم الرسمي لذاكرة DDR5 أسرع في التردد وذواكر DDR4 إذا كنت بحاجة إليها. بينما توفر AMD مرونة أكبر في الإدخال/الإخراج مع ما يصل إلى 28 مسار PCIe 5 قادمة من المعالج، بالإضافة إلى ذاكرة تخزين مؤقت L3 شاملة أكبر.
وعلى الطرف الآخر من المعادلة، تتنافس الشركتان على الفئة الادني بواسطة i5-13600K و Ryzen 5 7600X. حيث يأتي معالج إنتل بعدد 6 انوية اداء P يمعمارية Raptor Cove، وأضافت إنتل عدد 8 انوية كفائة E فوق ذلك. بينما يأتي معالج AMD بعدد 6 انوية يمعمارية Zen 4. لكن لهذه الحالة أتى معالج 13600K أغلى بـ 20 دولار من منافسه من AMD. وقد منح هذا معالج إنتل ميزة تفوق محتملة في أعباء العمل متعددة المسارات، وعلى العكس يأتي معالج AMD بتردد اسرع بقليل فقط.