سلطت الهجمات الالكترونية المتبادلة مؤخرا بين مجموعات في إسرائيل والمملكة العربية السعودية الضوء على حجم المخاطر والأضرار التي تنشأ عن أية حرب الكترونية محتملة قد يشنها قراصنة ضد الأنظمة المعلوماتية لأي طرف في هذه الحرب.
وفي عالم الأرقام و الحواسيب تبرز مجموعة من الاذكياء يتحدون بقدراتهم الانظمة المختلفة و يحاولون اختراقَها واصبحوا يشكلون خطرا على الإمن والاقتصاد العالميين.
وتتعدد أسباب القرصنة في العالم فمنها ما هو لأغراض اقتصادية وقد يكون بعضها الآخر سياسيا، كما حدث مؤخرا في إسرائيل، حين شن قرصان سعودي هجوما على إحدى الشركات وقام بالإستيلاء على معلومات وأرقام بطاقات ائتمان لمواطنين إسرائيليين.
واعتبر الخبراء والأخصائيون ان ما يقوم به بعض القراصنة من تخريب وسرقة للمعلومات ما هو الا شيء بسيط، اذا ما قورن بأناس قد يستطيعون احداث اضرار يمكن ان تؤدي الى نشوب حرب بين دول العالم.
وأكد الجميع أن ما تعرضت له إسرائيل من قرصنة معلومات على يد من أطلق عليه بالسعودي ما هو إلا جزء من الحرب التي تستهدف دولة اسرائيل ومواطنيها محذرين من تطورها على المستويين المحلي والدولي.
وأدت المعارك الأخيرة بين المخترقين (الهاكرز) الإسرائيليين والسعوديين إلى تعطيل المواقع العامة الخاصة ببورصة تل أبيب ومواقع الخطوط الجوية الاسرائيلية وقرصنة آلاف البيانات الشخصية بما فيها معطيات البطاقات الائتمانية والمصرفية الإسرائيلية. وعلى الرغم من الإعلانات عن استهداف سوق الأسهم السعودية إلا أن المصادر الرسمية نفت هذه الشائعات مؤكدة أن أنظمة السوق تعمل بشكل طبيعي.
نشير هنا إلى أن تعطل المواقع الإسرائيلية يأتي بعد أيام من نشر أحد القراصنة بيانات بطاقات ائتمانية ومصرفية لإسرائيليين على شبكة الانترنيت، وعرف بنفسه بأنه مخترق سعودي باسم مستعار هو “أو اكس عمر” ، علماً أن أحداً بعد لم يعلن مسؤوليته عن تعطيل المواقع الاسرائيلية.
وقد قامت تل أبيب بإنشاء وكالة خاصة لمكافحة عمليات القرصنة الشهر الجاري مع التأكيد على أن الأنظمة الحيوية في إسرائيل قد تمت حمايتها، ومع ذلك فقد نجم عن عمليات الاختراق تعطيل مواقع حساسة، ولكن تل أبيب تؤكد أنها ستكون قادرة خلال عام أو عامين على صد أية هجمات الكترونية من هذا النوع.
من جهة أخرى دعت بعض الأصوات إلى فتح باب “الجهاد الإلكتروني” ضد إسرائيل تأييداً لما قام به المخترق المسمى أو إكس عمر الذي أعلن بدء حرب إلكترونية ضد إسرائيل، والذي لا يستبعد أن يكون هذا الشخص عبارة مجموعة من المخترقين المتعاونين الذين يعملون تحت هذا الاسم.