تتطلع شركة أمازون من خلال رحلتها للبحث عن النمو خارج الولايات المتحدة إلى التوسع في الشرق الأوسط، وذلك وفقًا لتقرير يوضح أن عملاقة التجارة الإلكترونية تخطط لإطلاق سوق جديدة في المنطقة بعد مرور عامين على شراء أمازون لموقع Souq.com بقيمة 580 مليون دولار.
وتواصلت أمازون خلال الأسابيع الأخيرة مع بائعين طرف ثالث في أمريكا الشمالية، وأخبرتهم عن فرصة للوصول إلى المستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في وقت لاحق للمرة الأولى.
ومع إطلاق السوق الجديد في الشرق الأوسط خلال الأشهر المقبلة، فإن أمازون تعمل على التقليل من أهمية سوق دوت كوم، وهي شركة تجارة تجزئة على الإنترنت تتخذ من دبي مقراً لها اشترتها أمازون بمبلغ 580 مليون دولار في عام 2017.
وتطلب الشركة من البائعين في أمريكا الشمالية عدم التسجيل للبيع في سوق دوت كوم لأنها تخطط لعرض كل هذه البضائع عبر موقع أمازون الخاص.
وكتبت أمازون في دعوة لمجموعة مختارة من البائعين: “بعد شراء موقع Souq، نريد أن نقدم لكم إمكانية المشاركة في مشروع مبيعات جديد في الشرق الأوسط. إن برنامجنا بسيط ومباشر ويسمح لك بتوسيع خياراتك إلى قاعدة جديدة من مشتري أمازون”.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تسعى فيه أمازون لإيجاد صيغة للنمو المربح في تجارة التجزئة، والتي تعتمد على أمريكا الشمالية بنسبة 69 في المئة من العائدات.
وتمثل المملكة المتحدة وألمانيا واليابان غالبية المبيعات الدولية، وتكافح الشركة لبناء أعمال تجارية كبيرة في الصين والهند بسبب القوانين المحلية والمنافسة الضخمة، وما زال قسم التجزئة التابع لها يخسر الأموال كل ربع سنة عند استبعاد الولايات المتحدة وكندا.
ويقول البائعون إن أمازون أكثر حماسًا لتوفير منتجات التجميل مثل العطور، بالإضافة إلى الإلكترونيات، لأكبر اقتصادين في الشرق الأوسط.
وأطلقت أمازون في شهر سبتمبر خدمة محلية في تركيا، مما يمثل موقعها العالمي السابع عشر.
وبحسب البائعين، فإن سوق الشرق الأوسط الجديد يشبه مواقع أمازون الدولية الأخرى، مثل أمازون المملكة المتحدة أو أمازون ألمانيا، مما يعطيها مظهرًا وعلامة تجارية أكثر توحيدًا في المنطقة.
ويأتي السوق مع نفس نظام البائع المستخدم في الولايات المتحدة، والوصول إلى خدمة التخزين والشحن في الشركة Fulfillment by Amazon.
وكجزء من خطة التحفيز، فإن أمازون تستضيف سلسلة من الندوات التعليمية عبر الويب لمجموعة صغيرة من البائعين المقيمين في الولايات المتحدة.
ووصفت عملاقة التجارة الإلكترونية الخدمة الجديدة في الدعوة بأنها مشروع رائد، مضيفة أنها تأتي مع مدير حساب مخصص مجاني وتخفيضات كبيرة على العمولات والرسوم اللوجستية.
وقالت في الندوة العامة على شبكة الإنترنت أن العمولات سوف تكون بنسبة 3 في المئة لعملاء خدمة FBA، وهو معدل أقل بكثير من معدلها في أمريكا الشمالية.
وقد يكون التوسع في منطقة الشرق الأوسط مربحًا بالنسبة لأمازون لأن المنطقة مليئة بأصحاب الملايين ومعظم المعاملات التجارية تتم باللغة الإنجليزية، مما يجعل من السهل على البائعين المتمركزين في الولايات المتحدة التوسع، لكن التوسع قد يأتي أيضًا مع الكثير من التعقيدات.
ويشير التقرير إلى أن الشرق الأوسط قد يكون سوقًا محفوفة بالمخاطر، ومع ذلك، فإن عملاقة التجارة الإلكترونية تقوم بتوظيف البائعين بقوة في السوق.
وقامت الشركة بإتمام صفقة الاستحواذ على Souq من أجل مساعدتها في الحصول على موطئ قدم في الشرق الأوسط بسرعة، حيث كان سوق دوت كوم أحد أكبر مواقع البيع بالتجزئة على الإنترنت في المنطقة.
ولم تقم أمازون بأي تحركات كبيرة منذ الاستحواذ على سوق دوت كوم، ومن غير الواضح ما إذا كانت تعتزم إغلاق سوق دوت كوم بالكامل أم أنها تنوي تحويل تركيزها عنه للتركيز على موقعها الرئيسي.
وتمتلك عملاقة التجارة الإلكترونية سوابق في هذا المجال، إذ قامت في عام 2017 بإغلاق Quidsi، الشركة الأم لموقع diapers.com و soap.com، والذي اشترته بمبلغ 545 مليون دولار قبل سبع سنوات.
وتعرض أمازون في الوقت الحالي قائمة بعشرات فرص العمل في سوق دوت كوم، مع تمركز معظم المناصب في القاهرة والرياض وعمان، وتتطلع الشركة لتوظيف مطوري البرمجيات ومدراء الموردين.