ثالثا: رحلة البحث عن الاختلاف :
في عالم يقتات علي الاختلاف في كل شئ ، في الكائنات الحية ، في العادات والتقاليد والمجتمعات ، في الطعام ، في الشراب ، في الطقس والهواء ، في طبيعة الأرض و حتي الأمراض ، في مثل هذا العالم الذي تندر فيه الأشياء المتماثلة نجد أن صناعة الحاسوب تنبذ التماثل وتبحث عن الاختلاف .
هذه الآلة متقنة الصنع مُحكمة التصميم ، والتي تعمل بمبادئ حسابية دقيقة ، قابلة للتكرار في تماثل و تناسق دائم ، تبحث عن الاختلاف لتستطيع أداء عملها .
وليس بهذا غريب ، فمنبع الحاسوب هو الطبيعة حولنا ، والتي لا تكف عن الاختلاف والتبدّل في كل لحظة .
فحتي عملية توليد وهم الصوت والتي تبدو يسيرة التنفيذ ، تقابلها عقبة أن موجات الصوت نفسها شديدة الاختلاف علي الرغم من اعتمادها علي عاملين فقط : السرعة (سريع ، بطئ ) وقوة الاهتزاز (قوي ، ضعيف ) .
وعلي هذا كانت أول عقبة واجهت الحاسوب هي أن يمتلك القدرة علي “الاختلاف” .
في المرة القادمة باذن الله سنعرف كيف بدأت رحلة البحث عن هذا الاختلاف، سنتعلم التعارض بين الطبيعة بتنوعها واختلافها المذهل ، وبين الحاسوب بضيق أفقه و ثبات حاله .
في المرة القادمة أيضا سنعرف المزيد عن حاسة البصر والألوان ، تري هل تكون وهما هي الأخري ، أم أنها شئ مختلف تماما عن “وهم الصوت” ؟
—————————–
سؤال الحلقة :
1 – هل تعتقد أن الاحساس بالألوان والصور هو وهم أيضا ؟
2 – في رايك كيف سيستطيع الحاسوب تحقيق الاختلاف الذي ينشده ؟