جوجل تصبح الشركة الأولى عالمياً في عدد المشاركين في البريد الإلكتروني، هذا ما توصلت إليه شركة كومسكور (Comscore) لتحليل البيانات . فقد تمكنت الشركة من حصد 287.9 مليون مستخدم على بريدها الإلكتروني جي ميل (Gmail) متفوقة على ذلك على شركتي مايكروسوفت ببريدها هوتميل وياهو ببريدها الذي يحمل نفس الاسم.
ولكن على الرغم من أن جوجل حظيت بالمرتبة الأولى عالمياً إلا أن شركة ياهو مازالت تحتل الصدارة في سوق الولايات المتحدة الأمريكية. ويحتل المركز الاول في السوق الروسية البريد المحلي، ميل رو (Mail.ru) بواقع 25 مليون مستخدم ويليه يانديكس 16 مليون مستخدم ومن ثم تتوزع شركتا رامبلر وجوجل 4 ملايين مستخدم.
ومع ذلك فإن هذا الكم الكبير من مستخدمي بريد جوجل يعتبر إنجازاً حقيقياً خاصة إن عرفنا ان بريد جي ميل هو الأحدث بين أقرانه من العمالقة هوت ميل وياهو. فقد تم إطلاقه منذ 8 اعوام وحسب وتحديداً في عام 2004 علماً أن عمر بريد هوتميل 16 عاماً وياهو 15 عاماً. ويعزوا بعض الخبراء النجاح الذي حققته جوجل عند إطلاقها خدمات بريدها الإلكتروني إلى الحجم الذي قدمته لكل مستخدم، فهي قدمت 1 جيجابايت لكل مستخدم بريد مجاناً في حين كانت الشركات المنافسة تقدم 2-4 ميجابايت، ومع أن جوجل خصصت عند طرحها خدمات بريدها الإلكتروني الاشتراك عن طريق الدعوة ولعدة سنوات، أي من خلال قيام أحد المستخدمين الفعالين بدعوة شخص آخر، إلا أنها حظيت بإقبال كبير. علماً أن كل مستخدم كان بإمكانه دعوة 100 شخص لاغير، إلا أن هذه الخاصية كان لها دور كبير في نشر الدعاية لجوجل.
نقطة مهمة أخرى دفعت إلى ازدياد الاهتمام ببريد جوجل وهو ازدياد شعبية نظام جوجل الجديد أندرويد والذي بات معتمداً في 75% من أجهزة سوق الأجهزة المحمولة، من حواسب لوحية وهواتف ذكية. حيث يجب تفعيل هذه الأجهزة عن طريق الاشتراك ببريد جوجل، ولكن شركة كومسكور لا تعتمد في إحصاءاتها على عناوين البريد المسجلة من الاجهزة المحمولة وإلا لكان بريد جوجل قد تفوق منذ زمن بعيد، فحسب إحصاءات جوجل نفسها فإن عدد المستخدمين النشطين شهرياً يصل إلى 425 مليوناً، وهذا الرقم يعتبر كبيراً خاصة إذا علمنا أن خدمات البريد الإلكتروني خاصة جداً بالنسبة للعديد من المستخدمين، من هنا فهم لا يرغبون في تبديله بمخدمات أخرى، وهذا يعني أن عدد مستخدمي جوجل يتنامى بشكل أكبر على حساب المستخدمين الجدد. من هنا فقد بدأت الشركات المنافسة بحملات لجذب المزيد من المستخدمين عن طريق تقديم خدمات مدمجة مع البريد الإلكتروني مجاناً، مثل شركة مايكروسوفت التي قدمت عرضاً يتمكن فيه مستخدم أنظمة تشغيلها للأجهزة المحمولة والمكتبية من الحصول على بريد إلكتروني و 25 جيجابايت من المساحة الحرة على خدمة سكاي درايف (Sky Drive) لحفظ البيانات على الانترنت بتقنية السحاب (Cloud).
وجوجل لا تقف مكتوفة الأيدي، فبتوجهاتها الشمولية تعمل على دخول أسواق أخرى مثل السوق المصرفية التي بدأت عملياً في نشر بعض تطبيقاتها مثل جوجل واليت (Google Wallet) حيث تعتزم الشركة طرح بطاقات دفع خاصة، وقد طرح موقع أندرويد بوليس (Android police) مجموعة من صور هذه البطاقات. وقد تكون هذه الخطوة نقطة بداية في طرح جوجل لبطاقات اعتماد خاصة بها يمكن من خلالها دمج عدد من بطاقات اعتماد البنوك مثل فيزا وماستر كارد وأميريكان إكسبريس وغيرها، وبهذه الحال لا يحتاج المستخدم إلى حمل كل هذه البطاقات معه أينما يذهب فيكفي حمل بطاقة جوجل وحدها، وهذه الخطة باتت تعتمد في بعض الهواتف الذكية عبر تطبيق جوجل والتي يتيح الدفع الأوتوماتيكي أو باختيار المستخدم ليحدد أياً من البطاقات عليه أن يستخدم، في حين تحصل جوجل على نسبة صغيرة من العمليات المصرفية، علماً أن معظم هذه المعطيات تأتي في إطار التكهنات والتوقعات ولم تؤكدها جوجل رسمياً بعد. ولكن إن تأكدت هذه التوقعات فهذا يعني ان الشركة ستعمل على إدماج شرائحها جوجل إن إف سي (Google Wallet NFC) التي عملت على تطويرها في هواتف أندرويد. ومع ذلك فبعض الشركات تتخوف من اتساع سيطرة جوجل من هنا فإن مخدمات الدفع الأوتوماتيكية المدعمة ببطاقات جوجل مازالت قليلة الانتشار .علماً أن بطاقات الدفع بالتقنيات اللاسلكية عن قرب تحظى بشعبية في بعض الدول.