لا تزال المنازل الذكية ومراكز التحكم فيها آخذة في التطور، وقد أضافت Google لتوها خاصية جديدة على درجة كبيرة من الأهمية إلى مساعدها “Google Home”.
مركز جماعي
في السابق ظل مساعد “Google Home” يرتبط فقط بحساب الشخص الذي أسسه واستخدمه بادئ الأمر. أما الآن، فقد أصبح بمقدور الجهاز التعامل مع مجموعة متنوعة من الحسابات وتحديد هوية من يتحدث إليه، بل ويطرح بعض الإجابات ذات الطابع الشخصي على بعض الأسئلة. ويفتقر “Echo” الذي صممته أمازون إلى هذه الخاصية. أما بالنسبة لمساعد مثل “Siri”، الذي يعتمد على الأجهزة التي يستخدمها شخص واحد، فإن مسألة إمكانية التعامل مع مجموعة متنوعة من الحسابات لا تحمل أي أهمية.
وتحمل هذه الخاصية الجديدة أهمية كبيرة بالنسبة للمساعد الصوتي المصمَّم لإدارة مختلف أجهزة المنزل، وفي الواقع توجد المراكز المنزلية للتحكم في موقع محوري وتعمد إلى تشغيل عناصر مثل المصابيح وأجهزة ضبط الحرارة، وهي عناصر يرغب جميع من بالمنزل بالتأكيد في امتلاك القدرة على التحكم بها.
علاوة على ذلك، فإن القدرة على تحديد هوية صاحب صوت ما قد تعين في تقليص بعض المفاجآت غير المرغوبة. من جانبها، أعلنت Google في بيان لها أن الخاصية الجديدة مصممة بحيث “تجعلك أنت الوحيد القادر على التسوق عبر Google Home، وبذلك، لن يتمكن آخرون، مثل أطفالك أو روبوت ذكي، من إصدار أمر إلى “Google Home” بشراء شيء ما من حسابك. ومن شأن ذلك الإسهام في تجنب التعرض لمواقف مثل ما وقع في سان دييجو في يناير عندما بدأت وحدات “Amazon Echo” في إصدار أوامر شراء بيوت للدمى بعد الاستماع إلى مذيع في التلفزيون يكرر ما قالته فتاة صغيرة عندما طلبت شراء منزل لدمية وبعض الحلوى. أما المفارقة فتكمن في أن المذيع كان يتناول قصة لطفلة أصدرت أمر شراء من خلال “Echo” دون استئذان والديها.
تمييز الأصوات
من جانبها، أوضحت Google أيضاً أن الخاصية الصوتية الجديدة ليست محصنة تماماً بعد ضد الأخطاء. وأشار البيان إلى أنه “لقد بدأنا التحرك في هذا الاتجاه للتو، ولن نقدم منتجات مثالية تماماً. لذا، فإننا لا ننصح المستخدمين بالاعتماد على خاصية التعرف على الصوت كعنصر أمني”.
ورغم الفوائد الواضحة وراء امتلاك مراكز منزلية ذكية قادرة على التمييز بين الأصوات المختلفة، فإنها تحمل في طياتها أيضاً بعض الدلالات المرتبطة بالخصوصية. وعلى العملاء الذين يساورهم القلق حيال تجميع بياناتهم الصوتية بوجه عام التفكير ملياً قبل الإقدام على اختيار مركز منزلي معين، حسبما أكد برادلي شير، من مؤسسة “Shear Law” المعنية بقضايا الخصوصية ومقرها في ماريلاند. واستطرد بأنه من خلال هذه الخاصية الجديدة، سيملك Google معلومات أكثر تفصيلاً عنك يمكن استغلالها لاحقاً بصور لا يدركها العملاء، خصوصاً إذا كانت مرتبطة بمعلومات أخرى تتعلق بحسابك عبر Google.
أيضاً، ينبغي على العملاء التفكير في كيفية استغلال هذه المعلومات خارج نطاق الشركة، حسبما أضاف شير، مشيراً إلى قضية قتل وقعت قريباً في أركنساس طلبت خلالها الشرطة من “أمازون” الحصول على تسجيل صوتي من مركز منزل المشتبه به عبر Echo (رفضت “أمازون” الطلب حتى وافق المشتبه به على التشارك في المعلومات).
وأعرب شير عن اعتقاده بأن هذه القضية توضح كيف أن التسجيلات التي تصنع داخل المنزل يمكن أن ينتهي بها الحال إلى استخدامها على نحو يتعذر تخيله.
وقال شير، متحدثاً عن الخاصية الجديدة: “إنه أشبه ببصمة صوتية واضحة لك. وبمجرد أن يتخذ شيء ما صورة رقمية، لا أحد يدري أين قد ينتهي به الحال”.
على صعيد آخر، فإنه في الوقت الذي يجمع “Google Home” و “Alexa” بيانات صوتية فقط عندما تستخدم العبارات المفتاحية اللازمة لدفع كل منهما للعمل – مثل “Alexa!” أو “OK Google” أو “Hi Google” – فإن أي شخص يملك مثل هذه الأجهزة يعي تماماً أنه من الممكن أحياناً تفعيلها بمحض المصادفة.
ويفتح ذلك بدوره الباب أمام إمكانية اقتطاع تعليقات تطلقها على صعيد خاص من سياقها أو التشارك فيها مع جمهور لم يكن في نيتك قط اطلاعه على حديثك هذا، خصوصاً إذا كان من الممكن التأكيد بشكل قاطع أن الصوت الوارد في التسجيل يخصك أنت تحديداً (يذكر أنه تبعاً لسياسة الخصوصية الخاصة بالشركة، فإنه يحق للمستخدمين محو تسجيلاتهم الصوتية من حساباتهم عبر “Google”).
تعليم الأصوات
ومن منظور القدرة على الاستخدام، تنطوي هذه المراكز المنزلية التي تحدد هوية الأفراد، بناءً على الصوت على بعض المشكلات التي يتعذر إصلاحها. على سبيل المثال، فإن مثل هذه المراكز لن تتمكن من حل ما يطلق عليه مشكلة “Burger King”، المتمثلة في قدرة الإعلانات التلفزيونية على تفعيل “Google Home” عبر التلفزيون، ذلك أنه يبقى بإمكان أي شخص داخل نطاق “Google Home” استخدام خصائصه التي لا تتسم بطابع شخصي. وعليه، فإنك حتى إذا لم تنشئ حساباً عبر “Google” لضيوفك أو أطفالك، سيظل بإمكانهم دفع “Google Home” للقيام بأمور مثل الإجابة عن أسئلة أو ضبط جهاز التنبيه أو تشغيل فيديوهات عبر “Chromecast”.
ومن أجل ضبط الخاصية الجديدة، يتعين على المستخدمين الدخول إلى تطبيق “Google Home”، الذي يملك الآن خياراً جديداً لدعم “عدة مستخدمين” من خلال أي “Google Home” متصل بالشبكة الخاصة بك. وبإمكان مالكي “Google Home” إضافة ما يصل إلى ستة حسابات، تبعاً لمنشور على مدونة الشركة.
وسيتعين على مالكي “Google Home” تعليم المركز المنزلي كيفية التعرف على أصواتهم عبر قول “OK Google” أو “Hi Google” مرتين باتجاه الجهاز لدى تفعيله.
ومن شأن ذلك السماح للجهاز بالتعرف على السمات المميزة لصوت كل فرد. ومن الطبيعي أن يكون مثل هذا التدريب من الأمور المألوفة لأي شخص يستخدم “Siri” أو مساعد صوتي بهواتف “Google”. ويكمن الاختلاف الرئيسي في أنه سيتعين عليك خوض هذا الأمر عدة مرات مع “Google Home”، تبعاً لعدد الحسابات التي تود إضافتها.
من جانبه، سيعمد “Google” إلى استغلال شبكته في “مقارنة صوتك بتحليله السابق للتحقق مما إذا كنت أنت الذي يتحدث”، وقد تعهدت الشركة بألا يستغرق هذا الأمر أكثر من أجزاء من الثانية. من المقرر توافر هذه الخاصية الجديدة أمام جميع المستخدمين الأميركيين. وأعلنت “Google” أنها تنوي كذلك نقل هذه الخاصية إلى بريطانيا خلال الشهور المقبلة.