العديد من الخبراء اعترفوا بأن نظام أندرويد لا يعتبر الأكثر شعبية في العالم ولكنه أيضاً منصة قابلة للاختراق، حيث يمكن اعتماد بعض الثغرات في النظام للتحكم بالجهاز، ويصبح بإمكان المخترق أن يفعل ما يريد بالجهاز المخترق، سواءً من خلال إرسال الرسائل النصية، بما في ذلك على أرقام تتطلب دفع مبالغ نقدية، أو التجسس على المعلومات التي يتم إرسالها، أو حتى سرقة معلومات بطاقات الإئتمان. ولتفادي كل ذلك يمكنك اعتماد بعض الخطوات التي تحمي جهازك.
في البداية على مستخدمي الأجهزة التي تعمل على أنظمة أندرويد النسخة 2.3 و النسخة 4.0 الانتباه إلى أن أنظمتهم قابلة للاختراق أكثر من تلك المزودة بنسخة 4.1 أو 4.2 . فحسب مختبرات شركة كاسبيرسكي لبرامج مكافحة الفيروسات لم تقم جوجل بعد بنشر النسخ المحدثة أمنياً على كافة الأجهزة، في حين لا يعتمد المخترقون على كتابة برمجيات لاختراق النسخ الأقدم مثل 2.2 أو 2.1. وحسب المعطيات التي قدمتها برمجيات الشركة فإن الأجهزة العاملة على النظام 2.3.6 سجلت 28% محاولة اختراق تم منعها، وتم منع 22% من محاولات اختراق الأجهزة العاملة على النظام بنسخة 4.0.4، وأن أكثر من نصف الهجمات على الأجهزة المحمولة تأتي على شكل رسائل نصية وذلك فقط في الربع الثالث من العام الجاري.
قرابة 40% من البرامج الضارة المرتبطة بأندرويد تأتي تحت قناع برنامج أوبرا المصغر (Opera Mini) لتصفح الانترنت، واعتمدت ثلث الهجمات على الأجهزة العاملة على أندرويد على حصان طروادة المعروف باسم بلانجتون (Plangton Trojan) الذي يجمع المعطيات في الجهاز ويرسلها إلى مركز لجمع المعلومات، وينتظر الأوامر القادمة. أما المركز الثالث فاحتلته برمجية فيك إنست (FakeInst) التي تم إحصاء 17% من الهجمات باعتمادها وهي برمجية تعتمد على تقنية حصان طروادة أو الباب الخلفي، مما يتيح الوصول إلى المعلومات على الجهاز.
هذه معطيات شركة ،أما معطيات الشركات الأخرى فلم تكن مطمئنة كذلك، حيث تشير بعض الإحصائيات إلى أن 75% من الهواتف الذكية تعمل على نظام أندرويد مما جعل منها هدفاً ممتازاً للهجمات الفيروسية، وقد تم تسجيل أكثر من 50 ألف فيروس جديد موجه ضد نظام أندرويد خلال الربع الثالث من هذا العام وحسب. وهذا الرقم يفوق ذلك الذي تم تسجيله في الربع الثاني والذي زاد قليلاً عن 5 آلاف. وحسب معطيات أخرى فقد تعرض مستخدمو هواتف أندرويد إلى سرقات قدرت بمليار دولار خلال العام 2011 ، وهذا يعني ان حجم المبالغ في العام 2012 سيكون أكبر بكثير.
لحماية معلوماتك على الهاتف الذكي استخدم برامج الحماية من الفيروسات. وقد يكون هذا الأمر أهم بكثير من حماية الحاسب الشخصي أو المكتبي، فالهاتف عملياً يحدد تعاملات شخص بعينه، مما يعني أن المعلومات الموجودة عليه تعتبر خاصة جداً مما يجعله هدفاً للمخترقين للحصول على معلومات مثل قائمة الاتصالات أو الرسائل النصية، ناهيك عن المعلومات الشخصية. علماً أن 20% وحسب من مستخدمي الهواتف الذكية العاملة على أندرويد يعتمدون برامج مضادة للفيروسات.
وبالإضافة إلى الحماية من الفيروسات هناك بعض البرامج التي تقدم خدمات كثيرة أخرى، فبعضها يقدم خدمة قفل الهاتف عن بعد، في حال فقدانه أو سرقته، أو حتى نسخ قائمة المراسلات والأرقام والاتصالات نسخاً احتياطياً.
فعلى سبيل المثال تقدم شركة نورتون (Norton) خدمات عديدة، فبالإضافة إلى الحماية من الفيروسات هناك خدمة مسح كافة المعلومات عن بعد، ومنع الاتصالات غير المرغوب بها أو الرسائل النصية كذلك، ووقف المواقع غير الحقيقية، وقفل الهاتف تماماً إن تمت إزالة شريحة الاتصال منه، كما يقوم بحماية الذاكرة الداخلية للهاتف وكذلك بطاقات توسيع الذاكرة من البرامج الضارة. سعر البرنامج بكامل خدماته 30 دولاراً ، ولكن للراغبين بعدم دفع هذا المبلغ هناك برنامج آخر وهو أفاست (avast) الذي يقدم تقريباً بنفس الخدمات ويستخدمه أكثر من 10 ملايين مستخدم لنظام أندرويد، وهناك العديد من برامج الحماية الأخرى التي تقدم مثل هذه الخدمات.
وينصح الخبراء أيضاً بعدم تنزيل التطبيقات من المصادر غير الموثوقة، والتدقيق كذلك في تلك التطبيقات التي يتم تحميلها من سوق جوجل سواءً من حيث طبيعة البرنامج والتقييم الذي وضعه المستخدمون، فإن كانت هذه المعطيات تبعث على القلق فلا ينصح بتحميل هذا التطبيق.
وهناك نصيحة أخرى وهي عدم فتح الوصلات الخارجية التي يتم إرسالها عادة عبر الرسائل النصية القصيرة وخاصة من المصادر المجهولة، وتوخي الحذر إن تم تلقي مثل هذه الرسالة النصية من أرقام موجودة ضمن قائمة المراسلات.
ولضمان أمن أكبر للمعلومات على الهاتف الذكي فينصح بوضع كلمة سر لقفل الجهاز وحتى تشفير البيانات الموجودة في الهاتف حتى لو كان ذلك يتطلب إدخال كلمة سر في كل مرة يتم فيها إعادة إقلاع الجهاز، كما ينصح برفع خاصيتي رؤية كلمة السر من قائمة الأمن ومصدر مجهول من قائمة التطبيقات. وأخيراً وليس آخراً توخي الحذر عند الدخول إلى شبكات واي فاي (Wi-Fi) اللاسلكية المجانبة فبعضها يتم وضعه من قبل مخترقين يتمكنون من متابعة ما يتم إرساله واستقباله، من هنا ينصح بعدم استخدام الشبكات غير المعروفة. وبالطبع يجب قفل وظائف الاتصال اللاسلكية عبر بلوتوث (Bluetooth) و واي فاي (Wi-Fi) و جي بي إس (GPS) عند عدم استخدامها، ليس فقط لمنع الاستخدام الكبير للطاقة بل ولأن البقاء متصلاً لفترات طويلة عبر مثل هذه الشبكات يتيح لبعض المخترقين الزمن الكافي لكشف الثغرات والدخول إلى الجهاز.