يعتبر جاك دورسي “Jack Dorsey” أحد رجال الأعمال الذين بدؤوا بحصد ثمار النجاح وهم في عمر صغير، فهو أحد الناجحين الكبار في عالم الإنترنت والاتصالات، ويعود له الفضل في تأسيس موقع تويتر الشهير للتواصل الاجتماعي، الذي أسسه عام 2006 بهدف إقامة مشروع بحث علمي يدرس مدى تأثير الشبكة العنكبوتيه على سلوك البشر، وتطوّر فيما بعد إلى شكله الحالي كموقع ضخم للتواصل الاجتماعي.
ما هي قصة نجاح جاك دورسي لتطوير موقع مثل تويتر؟
ولد جاك دورسي عام 1976 في سانت لويس، الولايات المتحدة الأمريكية، عاش وترعرع هناك، كان مهووساً بالبحث عن الخرائط وجمعها حول العالم حتى أصبح لديه مجموعة كاملة من الخرائط البرية والبحرية والجوية لكافة مدن العالم، إضافة إلى معرفة تفاصيل الطرق البرية واستكشاف مجموعات جديدة من نظم الملاحة البحرية، لكنه حوّل اهتمامه فيما بعد إلى دراسة سلوك البشر وطبائعهم وتأثير الخدمات الالكترونية عليهم، لذا توجّه إلى دراسة العلوم والتكنولوجيا في جامعة ميسوري، تخرج منها عام 1999م، وحصل على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال، وخلال هذه الفترة بدأت تولد عند جاك دورسي فكرة إنشاء موقع للتواصل الاجتماعي.
لكن فكرة تويتر بدأت عند جاك دورسي قبل ذلك بكثير، من خلال حبه المفرط لجمع الخرائط استطاع أن يتعلم تقنيات البرمجة على الحاسوب ليضع خرائطه عليه، وكان قد قدّم سابقاً برنامج عمل لإدارة حركة سير سيارات الأجرة لإحدى شركات النقل في سانت لويس، وعندما بدأ عصر الشبكة الذهبي قرر جاك دورسي أن يستغل خبرته هذه في إنشاء موقع يهتم في العلاقات بين البشر.
في عام 2006 عمل جاك دورسي لدى شركة “Odeo” وخلال عمله عرض على صاحب الشركة فكرة تويتر، بعدما قدّم شرح تفصيلي عن الخدمة الجديدة، التي لاقت ترحيبًا كبيرًا من صاحب الشركة ومباشرة تم تعيين جاك دورسي رئيساً لمجلس إدارة الشركة وتم إطلاق موقع تويتر لخدمات التواصل الاجتماعي عن طريق الكتابة والنصوص.
بالنسبة لجاك دروسي, كانت المخاطرة في تأسيس تويتر هي احتمال وقوع الشركة بخسارة نتيجة عدم وجود تمويل كافٍ، كونها الشركة تحقق أهدافًا اجتماعية فقط على المنظور القريب، لكن بُعد النظر لدى جاك دورسي جعله يؤمن بإمكانية تحقيق أرباح مادية لتويتر، فقد تهافت الممولون على الشركة حتى أصبحت في بداية عام 2007 شركة مستقلة تحت إدارة جاك دورسي، حتى أنها افتتحت مقراً لها في “وادي سيليكون” الشهير في كاليفورنيا مقر أعظم الشركات العالمية.
يعتبر جاك دورسي نفسه تقني حواسيب وبرامج فقط ولا يرى نفسه مستثمرًا كبيرًا مع أن ثروته فاقت الثلاثمائة مليون دولار وإن حدث ونمّى ثروته أكثر فإنه سيعمل على تخصيصها في تطوير أفكار البشر، فهو يملك عدة طموحات سياسية متواضعة، لكنه يرى الموضوع من منظور تطوير تقني للناس وليس من منظور سياسي بحت.
بفضل جاك دورسي أصبح تويتر من أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شهرة وانفتاحاً وهو موقع لطالما سعت الشركات الكبرى إلى امتلاكه.