ما عدد كلمات المرور التي تتذكرها؟ لِمَ لا تستغرق لحظات لإحصاء كلمات المرور التي يجب عليك تذكرها لحسابات البريد الإلكتروني والحسابات المصرفية ومواقع العمل الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك، وغيرها؟ أنا شخصيًّا لديَّ حوالي 20 موقعًا إلكترونيًّا مختلفًا عليَّ تذكر كلمات المرور الخاصة بكل منها!!!
لقد عانيت مؤخرًا مشكلة نسيان كلمات المرور عند نقل بياناتي إلى جهاز كمبيوتر محمول جديد، وبعد عدة محاولات فاشلة ضغطت على رابط “نسيان كلمة المرور” لاستردادها. وقد يعد استخدام كلمة مرور واحدة لجميع المواقع أسهل الطرق للتذكر غير أنها تُمثِّل خطورة كبيرة جدا، ويمكن تشبيه ذلك بتسليم مفاتيح خزانتك إلى لص، والذي هو في هذه الحالة “الهاكر”.
إذا ما البديل لكلمة المرور التقليدية التي تتراوح بين 6 أو 8 حرفا أو رقم؟ إنها “المقاييس الحيوية”، لا سيما وأننا نمتلك في الوقت الراهن هواتف متحركة وأجهزة كمبيوتر لوحية وأجهزة كمبيوتر محمولة يمكنها الوصول للمواقع المرادة مثل موقع العمليات المصرفية أو التواصل الاجتماعي. وتشمل برامج “المقاييس الحيوية” على خاصية التعرف على الوجه (التي أعتقد أنها ستصبح الصيحة الجديدة للبرامج في المستقبل) أو خاصية مسح بصمات الأصابع أو حتى تمييز الأصوات بأشكال معينة، ولا تستخدم الأشكال الأخرى على نطاق واسع نظرًا لمعوقات البرنامج. ومن وجهة نظري يجب أن تكون خاصية التعرف على الوجه هي آلية الدخول الرئيسية من خلال الكاميرا الموجودة في هاتفك الذكي 5 بوصات الواسع الانتشار أو الكمبيوتر اللوحي 8 بوصات والكمبيوتر المحمول 13 بوصة.
وأطلقت شركة AMD مؤخرًا الجيل الجديد من وحدات المعالجة المسرعة (APUs)، وكان أحد البرامج المتخصصة لهذه الوحدات هي تسجيل الدخول عبر التعرف على الوجه AMD Face Login حيث ينظر المستخدمون إلى الكاميرا لتسجيل الدخول إلى الكمبيوتر الشخصي – فلا داعي لكتابة كلمة المرور بعد المرة الأولى، وننبهك إلى أن هذا البرنامج لا يزال مقتصرًا على الدخول إلى البريد الإلكتروني والوسائط الاجتماعية وغير متوفر حاليًّا على المستوى المؤسسي مثل العمليات المصرفية. ويمكنك تحميل البرنامج إن لم يأتي مسبقًا مع جهازك المحمول القادم من على الموقع: AMD AppZone.
وقد يتساءل البعض عن سبب عدم الإقبال على خاصية مسح بصمات الأصابع مقارنة بخاصية التعرف على الوجه، ويمكن إرجاع السبب إلى استخدام الكاميرات على نطاق واسع في جميع الأجهزة، أما قارئات بصمات الأصابع فهي أمر جديد ومبتكر نجده بصفة أساسية في أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ومن المحتمل أن يؤدي تضمين قارئ بصمات الأصابع على الهاتف الذكي إلى ارتفاع التكلفة والتأثير على سُمك الهاتف أيضًا.
وإضافة إلى ذلك، ينتاب قاعدة عريضة من العملاء الشك تجاه نظم التشغيل التي لا تقدم تجربة دخول متسقة، فأنا ببساطة لدي هاتف BlackBerry، وكمبيوتر لوحي Apple، وكمبيوتر شخصي يعمل بنظام التشغيل Windows، ولا تتشابه أنظمة التشغيل الثلاثة هذه مع بعضها البعض، لذا قد تفشل أي محاولة لامتلاك تطبيق واحد للتعرف على الوجه في جميعها. ويمكنني التنويه بأن العملاء يمكنهم استخدام جهازين على الأكثر من الأجهزة الثلاثة المذكورة أعلاه بنفس نظام التشغيل، على سبيل المثال الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي.
ولكن إذا كنت واحدًا من العملاء الذين يشترون جميع الأجهزة الثلاثة من نفس المُصنع –أي الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي والكمبيوتر الشخصي من Apple أو Microsoft أو Google- ستسنح أمامك فرصة أفضل للحصول على تطبيق واحد لخاصية التعرف على الوجه.
يظل السؤال الآن حول كيفية تضمين خاصية التعرف على الوجه في حسابات البريد الإلكتروني والحسابات المصرفية ومواقع العمل الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا والتخلص من الدخول التقليدي بكلمة مرور أبجدية رقمية تحتوي على 8 حروف. دعونا نواجه الأمر، لا توجد حماية مأمونة تماما، فمن المحتمل أن يتمكن وجه شبيه بك إلى حد كبير من تسجيل الدخول إلى النظام الخاص بك!!!