هاتفك يعرف عنك أكثر بكثير من أي جهاز آخر، وهو معرض بسهولة للوقوع في أيد غريبة. وإذا ما حصل مثل ذلك، فإن الأمر لا يستغرق أكثر من دقائق قليلة ليتعرف عليك الغريب عن قرب، وبشكل حميم، لأن تطبيقاتك، ورسائلك، ودفتر العناوين، والمفكرة اليومية، وتواريخ التصفح، والصور، تسرد له: مهنتك، وأصدقاءك المقربين، مواقع وجودك، إضافة إلى كل ما ترغب في أن تفعله.
تطبيقات حماية
إذن، ما الذي تستطيع أن تفعله لحماية نفسك من عمليات التطفل والتلصص من قبل الذي استحوذ على هاتفك؟ من حسن الحظ هنالك بعض التطبيقات، والتدابير البسيطة لحماية هاتفك الذكي، بحيث إذا ما تعرض للسرقة أو الضياع، يكون من الصعب التعمق في حياتك الخاصة، وإليكم بعض الإرشادات والنصائح الأساسية:
حماية شاشة الإقفال. أن أحد الأساليب السهلة لإضافة طبقة من الحماية إلى الهاتف الذكي، هو وجود كلمة مرور لتخطي شاشة الإقفال الأولية. وبالنسبة إلى هواتف “iPhone”، يمكن اللجوء إلى ترتيب من أربعة أرقام، كرمز مرور، بغية استخدام الجهاز. أما بالنسبة إلى هواتف “Android” فيمكن وضع رمز مرور، أو حركة سرية تقوم بها، باستخدام أصابعك، بغية فتح الشاشة. وهنالك أيضا ترتيب يجعل الهاتف يمسح جميع البيانات، إذا ما قام شخص ما بإدخال رمز مرور مرات كثيرة بصورة غير صحيحة.
وقد يكون من المزعج ضرورة إدخال رمز مرور في كل مرة يجري فتح وتنشيط الهاتف، لكن إحد السبل لجعل هذا الأمر أقل إزعاجا، هو تحديد وقت معين للهاتف، لكي ينتظر إدخال رمز المرور ثانية. ومثال على ذلك يمكن تحديد فترة 15 دقيقة بالنسبة إلى “iPhone”، قبل إدخال رمز المرور، عقب المرة الأخيرة التي حاولت إدخال هذا الرمز.
تطبيقات خاصة بالهواتف المفقودة: إذا ما فقد الهاتف، أو تعرض للسرقة، يمكن للتطبيقات أن تتعقب مكانه. وإذا ما جرى فتحه وتنشيطه، يمكن جعله يرسل إشارة لإظهار موقعه التقريبي على الخريطة. وبالنسبة إلى “iPhone” تقدم أبل أداة مجانية تدعى “Find My iPhone” يمكن تشغيلها في الترتيبات الخاصة بـ”iCloud”، بحيث يمكن للمستخدمين الدخول في “www.icloud.com” من أي متصفح، لمشاهدة موقع الهاتف على خريطة.
أما بالنسبة إلى هواتف “Android”، فإن التطبيقات المجانية “Locate” و Where’s My Droid ستساعد على تحديد مكان الهاتف المفقود. وبمقدور تطبيق “Locate” حتى التقاط صورة سرية لوجه السارق عن طريق الكاميرا الأمامية، وإرسال رسالة إلكترونية لمالك الهاتف مصحوبة بالصورة والمكان التي التقطت فيه.
وهذا لا يعني أنه لو سرق هاتفك عليك مطاردة السارق بنفسك، بل يستخدم رجال الشرطة أحيانا هذه الميزة لتعقب الهاتف المسروق والقبض على اللصوص.
وكلا هذين التطبيقين يمتلكان خاصيات محو البيانات من الهاتف من بعيد فقط، عن طريق النقر على زر. وبهذه الطريقة يمكن على الأقل في اللحظة التي تفقد فيها جهازك، منع الغريب من النظر إلى صورك وبريدك الإلكتروني.
البرمجيات الضارة
الحذر من البرمجيات الضارة: تقوم أبل بعناية بمراقبة “متجر التطبيقات” للحيلولة دون وصول البرمجيات الضارة إلى هواتف “iPhone”. بيد أن الطبيعة المفتوحة لبرنامج “Android” تجعله عرضة للبرمجيات الضارة التي يمكن أن تسرق المعلومات الخاصة للمستخدم. وتقدر “Locate” الشركة المتخصصة في أمن الأجهزة الجوالة، أنه منذ بداية عام 2012 إلى نهاية العام الحالي، قد يتعرض نحو 18 مليون مستخدم لـ”Android” لمثل هذه البرمجيات الضارة. ويقوم تطبيق “Locate” الخاص بـ”Android” أيضا بإزالة هذه البرمجيات.
وأبرز نوع من البرمجيات الضارة ذلك الذي يدعى “toll fraud”، وهو جزء خبيث من البرمجيات الذي يقوم سرا بإرسال رسائل من هاتفك إلى خدمة يمكنها استيفاء رسوم تسجل على فاتورتك. لذا يتوجب على مالكي هواتف “Android” بين حين وآخر، الكشف على فواتيرهم بحثا عن رسوم مجهولة.
الإقلال من التشارك في تحديد المكان: الكثير من التطبيقات الموجودة على الهاتف الذكي تتعقب مكانك. لكن في عمليات الضبط الخاصة بـ”iPhone” و”Android”، يمكن اختيار التطبيقات التي يمكنها الوصول إلى بيانات تحديد المواقع والأماكن، أو إغلاق خدمات تحديد هذه الأماكن كلية. لكن من الحكمة بشكل عام السماح للتطبيقات التي تستخدم بيانات تحديد الأماكن بشكل جيد، كخدمة “GPS” لتعقب موقع ووجودك. لكن ربما قد لا ترغب في السماح لتطبيق من صنع “IMDB” الخاص ببيانات الأفلام السينمائية مثلا أن يعرف مكانك، إذا كنت كل ما تفعله، هو التفتيش عن الأفلام وأبطالها من الممثلين.
وفي بعض الهواتف الذكية يجري تحديد مكان وجودك كلما التقطت صورة. وتدعى هذه الميزة “عنونة المكان الجغرافي” والمقصود منها المساعدة في تنظيم ألبومات الصور. لكن إن كنت حساسا من معرفة الآخرين بمكانك، تأكد من إغلاق ميزة تعقب المكان الموجودة في الكاميرا.
شفرات ورموز
تشفير البيانات الخاصة: حتى ولو يتطلب كلمة مرور لاستخدام الهاتف الذكي، يمكن للص نظريا وصل الجهاز إلى كومبيوتر ومحاولة اختلاس النظر على معلوماتك وبياناتك. من هنا يوصي باحثو الأمن باستخدام أسلوب التشفير لتأمين المعلومات.
لكن مقتني “iPhone” محظوظون، فمالكو النسخ الجديدة من هذا الهاتف يجدون أنها مشفرة سلفا على صعيد البرمجيات والعتاد، مما يستحيل افتراضيا بالنسبة إلى أي غريب، الحصول على البيانات، طالما كانت شاشة الإقفال محمية برمز مرور. وبعض هواتف “Android” مزودة بمزية التشفير المعتمدة على البرمجيات، مثل هاتف “Samsung Galaxy S1” الشعبي على سبيل المثال، الذي له خيار طلب إدخال كلمة مرور لفك تشفير البيانات الموجودة في الجهاز، وفي بطاقة الذاكرة، كلما جرى فتح الهاتف والشروع بتنشيطه. لكن عليك الحذر من أن عملية تشفير “Galaxy” لا رجعة فيها، فإذا كنت من النوع الذي يمقت إدخال كلمات المرور ويرى فيها إزعاجا، فعليك ألا تقدم على هذه الخطوة.
وثمة أيضا تطبيقات متنوعة من الفريق الثالث التي تجيز لك تشفير أنواع محددة من المعلومات. وتقوم التقنية الجديدة على سبيل المثال بتقديم برمجيات لـ”iPhone” و”Android” خاصة بالأعمال لإدارة البيانات الحساسة، كالبريد الإلكتروني والوثائق المصنفة، وذلك داخل حاوية خاصة مشفرة. ويجيز تطبيق “Android” المسمى SecureMemo تخزين البيانات الحساسة، مثل أرقام بطاقات الائتمان وكلمات المرور داخل ملف مشفر في بطاقة الذاكرة. أما بالنسبة إلى هواتف “iPhone” و”Android”، فيقوم تطبيق SecureSafe بتخزين بيانات حساسة داخل “خزنة ودائع آمنة” على الإنترنت. ويقوم بعض موظفي الرعاية الصحية باستخدام التطبيق المجاني Tiger Text لإرسال الرسائل المشفرة، والصور، والمستندات.