تراجعت روسيا عن مقترح بمنح نحو 193 دولة “حقوق متساوية في تنظيم الانترنت” تم التقدم به لمؤتمر للأمم المتحدة حول الأنترنت في دبي.
كانت الولايات المتحدة الامريكية هددت بحجب الاضافات المقترحة لمعاهدة الاتصالات الدولية فيما يتعلق بالانترنت محذرة من أن ذلك قد يفتح الطريق أمام الحكومات للتدخل ما يمثل خطرا على حرية تداول المعلومات بحسبها.
وتقوم روسيا وشركاؤها باعادة صياغة المقترح ومن المتوقع أن تتقدم بها للمؤتمر في وقت لاحق.
ويناقش الحاضرون في المؤتمر العالمي (ويست) حتى الجمعة المقبلة الاتفاقية المعنية بتنظيم الاتصالات الدولية والتي تم صياغتها منذ 24 عاما.
وتعهدت الوكالة الأممية التي تستضيف المؤتمر بعدم طرح أي تغييرات مختلف عليها للتصويت الجماعي قبل أن تحظى هذه التغييرات بالتوافق.
العناوين الالكترونية
كانت روسيا بادرت بالتقدم بالمقترح الذي لاقى فيما بعد دعما من عدة دول أخرى.
وكشفت نسخة مسربة من المقترح، الذي تم التقدم به في بداية هذا الأسبوع، نشرت على موقع “ويستيليكس” أن الامارات والصين والسعودية و الجزائر والسودان دعمت التغييرات ووقعت على ما اطلق عليه اسم “وثيقة التسوية”.
كان “ويستيليكس” قال إن مصر كانت ضمن الدول التي دعمت المقترح إلا أن الموقع أصدر بيانا ينفي ذلك فيما بعد.
وكان اعطاء الدول الاعضاء الحق في تنظيم “الترقيم والتسمية وعناوين بروتوكولات والأرقام المخصصة لانترنت السلطة المعروفة باسم (ايانا) ومصادر التعريف الالكترونية” من أكثر المواد المقترحة اثارة للجدل.
وتلك المقترحات قد تمثل نقطة تحول للنظام الحالي الذي وضعته الولايات المتحدة لتنظيم الشبكة العنكبوتية والتي حددت أن أيانا هي المسئولة على الصعيد العالمي عن الإشراف على تخصيص عناوين بروتوكولات الانترنيت ،وإدارة المنطقة الجذرية لنظام أسماء النطاقات، وأنواع وسائل الإعلام وعلى وجه التحديد تختص أيانا بالحفاظ على رموز فريدة وأنظمة الترقيم المستخدمة في المعايير التقنية “البروتوكولات”.
واحتفظت الولايات المتحدة بهذا الحق نظرا لدورها الرائد في انشاء ودعم هذه التقنية وترى أن ذلك يضمن “سرعة وتطوير الشبكة” بعيدا عن البيروقراطية الحكومية.
وقالت إن اضافة مواد جديدة للمعاهدة قد تمهد الطريق أمام الحكومات لاضفاء الشرعية على تدخلها في محتوى الانترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعية بينما ترى دول أخرى أن مثل هذه الاضافات مطلوبة لمساعدة الدول في مواجهة القرصنة الالكترونية.
المقترح المعدل
وبعد تأكيد الولايات المتحدة على رفضها للمقترح، قررت الدول الداعمة له اعادة صياغته على أن تتقدم به في وقت لاحق لكن لن يتم اعلانه إلا بعد ترجمته إلى عدة لغات.
وتحفظت الولايات المتحدة على التعليق على ذلك.
وقال المندوب الأمريكي في “ويست” تيري كرامر “مازال الموضوع مطروحا على طاولة النقاش حتى نهاية المؤتمر..والولايات المتحدة تتمسك بأن تظل المعايير الدولية هي التي تنظم الانترنت وستعارض أي محاولة لتوسيع دائرة التحكم لتشمل جهات اخرى”.
وقالت ادارة المؤتمر أنها لن تتبنى النسخة المعدلة إذا عارضتها الولايات المتحدة.