“ألترابوك”.. تصاميم جديدة في عالم الكومبيوترات المحمولة

 

مع كل الاهتمام الذي يتركز حاليا على الأجهزة اللوحية، فإن من الصعب التخيل أن هنالك من يهتم بأجهزة اللابتوب. لكن الكومبيوترات المحمولة، بلوحات مفاتيحها، لا تزال تشكل العصب الأساسي، إذ تستعد عملاقة الشرائح الإلكترونية “إنتل” لإطلاق صنف جديد من دفاتر الملاحظات الإلكترونية الخاصة بالمستهلكين تعمل على نظام تشغيل “ويندوز” رقيقة وخفيفة الوزن جدا يطلق عليها “ألترابوك” ultrabook، أي الكتب الرقيقة والخفيفة جدا.

وتتوقع “إنتل” أنه مع حلول نهاية العام المقبل ستكون نحو 40 في المائة من جميع أجهزة اللابتوب الاستهلاكية، من نوع “ألترابوك”. ويبدو أن شركة “إيسر” و”أسوس” ستواجهان منافسة حامية في هذا المجال من شركات “لينوفو” و”توشيبا” و”سامسونج”.

وكما أعلن مدير “إنتل” التنفيذي مولي إيدن في مؤتمر حديث للمطورين فإن الناس لا يرغبون في انتظار الكومبيوتر، بل يرغبون في أن يكون الكومبيوتر في انتظارهم، أي وبعبارة أخرى يرغبون في وجود جهاز يعمل تحت إمرتهم وتصرفهم.

دفاتر إلكترونية رقيقة

عند اختبار جهازي “ألترابوك”، عاملين على نظام “ويندوز 7″، وهما Acer Aspire S3-951 و Asus Zenbook UX31، فإنهما يبدوان وفقا لما سجله إدوارد بيج في “USA Today” أجهزة مستجيبة جدا. فهما ينطلقان إلى العمل من السبات بلمح البصر.

وكان الجهازان مزودين بمعالجات “Core i5” من “إنتل”، ويعملان على برنامج “ويندوز 7 هوم بريميوم”، كما أنهما مزودان بذاكرة داخلية سعة 4 جيجابايت. وعلى الرغم من أن هذين الجهازين كانا مفعمين بالحيوية بما يكفي للقيام بالأعمال الكومبيوترية اليومية، فإن ممارسة الألعاب الثقيلة، أو تحرير عروض الفيديو، تكون أفضل بكثير على دفاتر الملاحظات الأخرى التي تمتاز بأدائها الجيد. كما أن أداء البطارية في كلا الجهازين ترك عددا من التساؤلات على الأقل في ما يخص اختبار البث على “WiFi”.

وتقوم “إنتل” بالتبشير لمجيء أجهزة “ألترابوك”، عندما أسست لمواصفات ومعايير لها. لكن منتجي أجهزة الكومبيوتر يمكنهم اختيار تصاميم أجهزتهم الخاصة، بينما يبدو أن “Acer” و”Asus” يفضلان التوجهات الأقرب إلى توجهات “أبل”. وتماما مثل “MacBook Air”، فإن كلا الجهازين رقيقان وخفيفا الوزن. وكلاهما تخلصا من مشغل القرص الضوئي. وكلاهما مزودان بـ”Trackpad” كبير الحجم يعمل بالنقر الإيمائي. والأمر الوحيد الذي ينقصهما، هو لوحة المفاتيح “Air” المضاءة من الخلف، والبرنامج المتفوق جدا الذي تحصل عليه كجزء من نظام “MAC OSX”.

وإجمالا يعجب المرء بالجهازين، لكنه قد يفضل “Asus Zenbook” على “Acer Aspire”، وإن كان هذا أغلى ثمنا، إذ يأتي جهاز “Aspire S3” بسعر 899 دولارا مقابل 999 دولارا لطراز “UX21” بشاشة قياس 11 بوصة الذي يبدأ سعره بـ1099 دولارا بالنسبة إلى النماذج المزودة بشاشات قياس 13.3 بوصة. ويملك “Zenbook” تصميما دائريا جذابا على اللوحة الخارجية الفضية التي تعكس هالة من الضوء.

وفي أنحف نقطة له قرب واجهته لا تتعدى سماكته عشر البوصة الواحدة، أي ما يوازي سماكة جهاز “ماك بوك إير” تقريبا بشاشته من القياس ذاته البالغ 13.3 بوصة. وبحجم مثل هذه الشاشة، يبدأ كومبيوتر “أبل” بسعر 1299 دولارا. ويزن “Zenbook” 2.86 رطل، مقارنة بـ”Air” البالغ وزنه 2.96 رطل. ويبلغ وزن “Aspire” 2.98 رطل، وهو مصنوع من خلائط ألمنيوم الماغنسيوم. وهو يعتبر الشقيق التوأم لـ”Air”. واستطاعت “Acer” وضع زر التشغيل تحت شاشة الكرستال السائل (LCD) فوق لوحة المفاتيح. والحديث عن لوحة مفاتيح “Aspire” يجرني إلى الكلام عن سهولة الطباعة عليها بدلا من لوحة مفاتيح “Zenbook”.

 

خصائص الأجهزة

الفتحات: “Zenbook” مزود بفتحة “USB 2.0” واحدة، وأخرى “USB 3.0″، وبقارئة لبطاقات SD، وبفتحة HDMI ماكرو صغيرة. وهو يأتي بدونجل مهايئة لشبكة “Ethernet”. أما بالنسبة إلى “Aspire”، فهو مزود بزوج من فتحات “USB 2.0″، ولكن ليس الطراز الجديد 3.0. كما أنه مزود بفتحة لبطاقات “SD”، وفتحة HDMI كاملة الحجم.

الأصوات والمشاهد: يتميز “Zenbook” بصوت ممتاز بفضل مكبرات الصوت “Bang & Olufsen” المخفية في مفصل الطي الخاص بالغطاء. وخلافا إلى ذلك، فإن نوعية نظام مكبرات الصوت المشيدة داخل جهاز “Aspire” متردية جدا، رغم أنه يتضمن نوع “dolby home theater”. والتحديد المنخفض لشاشة “Aspire” قياس 13.3 بوصة ليس بجودة شاشة “Zenbook”.

البطارية: بطارية “Aspire” تدوم ست ساعات، وحتى 50 يوما من الاستخدام وفقا لتقنية “Instant On”. لكنه لم يمكن التوصل إلى فترة ثلاث ساعات من الاستخدام المتواصل عند القيام بمشاهدة أفلام سينمائية تبث عبر “WiFi”. ووفقا إلى الاختبار ذاته دامت بطارية “Zenbook” نحو 3 ساعات، و15 دقيقة، أي أقل بالنصف مما تزعمه الشركة المنتجة أنه ممكن مع “Zenbook”. وثمة مقياس على الشاشة يظهر فترة الشحن المتبقية في حالة الانتظار، وفترة الشحن، وغيرها. وعندما تنخفض حياة البطارية إلى ما دون خمسة في المائة، يقوم الكومبيوتر بحفظ الملفات التي تعمل عليها أوتوماتيكيا للحيلولة دون فقدانها.

السرعة: يبدأ “Aspire” عمله من الصفر إلى وضع تشغيل “ويندوز” خلال 43 ثانية. وعندما يكون في حالة الخمول، يمكنه الاستيقاظ في أقل من ثانيتين، واستئناف ألعاب الفيديو، أو الأعمال الأخرى التي تقوم بها. أما إذا كان في حالة السبات العميق (بعد ثماني ساعات من الخمول)، يمكنه الاستيقاظ خلال ست ثوان. أما “Zenbook” فيبدأ عمله من الصفر خلال 25 ثانية، ويستغرق ثانية أو ثانيتين للاستيقاظ من حالة السبات. وكلا جهازي الكومبيوتر هذان مزودان بأقراص تشغيل “SSD” من الحالة الصلبة، التي هي أحد أساليب تحقيق السرعة. ومثل هذه الأقراص هي أقل هشاشة من الأقراص الصلبة التقليدية، لكنها غالية الثمن. وتحافظ “Aspire” على الكلفة المتدنية عن طريق تأمين أقراص “SSD” متواضعة سعة 20 جيجابايت (حيث نظام التشغيل مخزن)، مع إلحاق ذلك بقرص صلب تقليدي سعة 320 جيجابايت. أما “Zenbook” فيأتي بقرص “SSD” سعة 128 جيجابايت.

وتكلف أجهزة “ألترابوك” حاليا أكثر من دفاتر الملاحظات النموذجية الخاصة بالمستهلكين، لكن “إنتل” تتوقع انخفاض الأسعار حتى 699 دولارا تقريبا في نهاية العام الحالي. وفي العام المقبل يتوجب على صانعي الكومبيوتر مواجهة مستويات أكثر دقة في ما يتعلق بالسرعة والأمان، بغية وصفها واعتبارها أجهزة “ألترابوك”، وفقا إلى “إنتل”.

زر الذهاب إلى الأعلى