ثانيا: المعالج الرسومي GPU :
تستعمل منصة PS4 معالجا رسوميا من AMD أيضا ، ويتبع المعمارية الجديدة Graphics Core Next – GCN ويأتي بعدد 1152 مظللا وبتردد 800MHz .، وهو يماثل بطاقة HD 7850 المكتبية في الأداء ، وعلي هذا فان أي بطاقة أعلي منها أداء سواء من AMD أو من NVIDIA ستكون كافية.
لكن المشكلة في أن مطورو المنصات يستغلون عتاد البطاقات الرسومية بشكل أفضل كثيرا من الحواسيب الشخصية ، ذلك لأنهم عادة لا يتعاملون مع العتاد من خلال مفُسرات القيادة Drivers أو من خلال مكتبة DirectX .. وانما يخاطبون العتاد مباشرة Low Level Coding ويعتصرونه قطرة قطرة ..وهذا قد يعطي لهم مزية تقدر بـ15% أداء أكثر في حالة تماثل العتاد ، وعلي هذا فمن المفضل أن يمتلك المستخدم بطاقة أسرع من HD 7850 بفارق مريح ، مثل HD 7950 أو GTX 660Ti.
أما منصة Xbox فستستعمل معالجا رسوميا من AMD كذلك ، لكن بمواصفات تقنية أقل كثيرا ، فعدد المظللات هو 768 مظلل ، وبتردد 800MHz ، مما يعني أن الأداء سيكون أقل من بطاقة HD 7850 بكثير .. والأرجح أنه سيكون بمستوي أداء بطاقة HD 7770 GHz ، أو أعلي قليلا.
أري بعض القراء يغوصون في ظهور مقعدهم ارتياحا ، لكن الصورة لم تكتمل للأسف ، لا يزال هناك حجم الذاكرة الرسومية وهو النقطة التي ستثير رعب جميع المستخدمين.
تأتي كلا المنصتين بذاكرة عشوائية تبلغ 8 جيجابايت .. مشتركة بين المعالج الرسومي والمركزي ، وبلا قيود ، مما يعني أن كلا منهما يستطيع أن يستخدم ما يشاء من الذاكرة ! قد يستخدم المعالج المركزي 6 جيجابايت ، تاركا اثنين فقط للمعالج الرسومي ، وقد يستخدم المعالج الرسومي 4 جيجابيات تاركا 4 أخري للمعالج المركزي !!
وهذا يعني الكارثة بالنسبة لمستخدمي الحواسيب الشخصية ، فمعظم البطاقات الرسومية تأتي بـ 2 جيجابايت من الذاكرة ، وقليل منها يأتي بـ 3 جيجابايت ، وحتي هذا الحجم غير كاف للأسف ، فمع الوضع في الاعتبار أن استهلاك الحاسب الشخصي للذاكرة الرسومية يكون في المعتاد أكبر من المنصات ، بسبب المؤثرات البصرية الاضافية التي يأتي مدججا بها ، يصير من الواضح أن قدرا أكبر من الذاكرة قد أصبح ضروريا !
كلنا رأينا كيف أتت ألعاب سابقة بمتطلبات قاسية من الذاكرة ، فقط لاحتوائها علي بعض المؤثرات الرسومية الأقوي ، ألعاب مثل GTA IV و Max Payne 3 و Metro 2033 وغيرهم (*) .. كان هذا في أوج قوة المنصات القديمة التي لم تكن تحوي سوي 512 ميجابايت من الذاكرة المشتركة !
أسمع البعض يصرخ : دعنا لا نستبق الأحداث ، قد يكون هذا الجيل مختلفا ، قد تكون مبالغا في الحذر ، أو متشائما أو حتي معقدا نفسيا !! .. لكنني أعود وأؤكد أنني لا أستبق الأحداث ولا أبالغ أتشائم ولا أجلب لنفسي مرضا عقليا ، وسأستعين بالاصدار الأخير من لعبة Killzone ، والتي قامت شركة Sony بعرض جزء منها علي سبيل الدعاية لمنصة PS4 ، أتت اللعبة برسوميات فائقة القوة مقارنة برسوميات المنصات المعتادة و المثيرة للشفقة ، لنكتشف فيما بعد أن مطورو اللعبة استهلكوا 3 جيجابايت من ذاكرة المنصة للبيانات الرسومية فقط ، اضافة الي 1.5 جيجابايت لباقي بيانات اللعبة ، أي أن المجمل هو 4.5 جيجابايت .
تأمل معي كيف أن لعبة استهلكت 3 جيجابايت من الذاكرة الرسومية ليس في بداية عمر منصة جديدة ، بل قبل اطلاق المنصة من الأصل !! ماذا سيحدث اذن مع اللألعاب التي ستصدر في منتصف عمر المنصة ، أو في نهاية عمرها ؟ ماذا سيحدث عندما نضيف المؤثرات الرسومية الاضافية التي ستأتي بها نسخة الحاسوب الشخصي من هذه الألعاب ؟ هل سنتجاوز حاجز الـ4 جيجابايت أم ماذا ؟
حتي البطاقات المكتبية المدججة بـ 4 جيجابايت من الذاكرة (مثل GTX 680 4GB) لن تكون كافية علي الأرجح .. وربما يتطلب الأمر بطاقة مثل HD 7970 6GB أو العملاقة Titan 6GB لكي يشعر المستخدم بالارتياح.
—————————————————————–
(*) احتوت ألعاب مثل GTA IV علي دقة أعلي لاكساءات اللعبة Texture Resolution بينما احتوت ألعاب مثل Metro 2033 علي دقة أعلي لممانع التعرج Anti-Aliasing ودرجات من الترصيع Tessellation ، بينما احتوت ألعاب مثل Max Payne 3 و Battlefield 3 علي كل ما سبق ! لهذا يتطلبون جميعا قدرا أكبر من الذاكرة الرسومية.
