ثانيا: العام المشئوم :
لن تكون هذه المرة الأولي التي تأتي فيها لعبة علي المنصات بمستوي مماثل أو أعلي من أجهزة الحاسب الشخصي .. ففي عام 2006 نزلت لعبة Tomb Raider Legends بأحدث الخيارات الرسومية المتاحة في ذلك الوقت ، واستخدمت كل ترسانة مكتبة DirectX 9 الرسومية ، لتقدم تجربة بصرية غير مسبوقة ، وتحطم كل بطاقات الحواسيب الشخصية الرسومية حينها ، فكلها عجزت عن تشفيل اللعبة علي نفس مستوي رسوميات المنصات بأداء مناسب ، باستثناء عائلة Geforce 8800 لاحقا.
بل أن اللعبة أتاحت مسارا رسوميا أقل تعقيدا لبطاقات الحاسب الشخصي العاجزة ، واعتمد هذا المسار علي DirectX 7 ، ولم يكن ثمة وجه مقارنة بينه وبين المسار الأصلي الذي استمتعت به المنصات في أريحية.
ثم تلاها في ذلك العام المشئوم لعبتي Splinter Cell Double Agent و Rainbow Six Vegas ، واللتين استعملتا النسخة الأخيرة من المحرك الرسومي Unreal Engine ، والذي أتي بتقنيات رسومية حديثة استمدها من مكتبة DirectX 9 أيضا ، وعجزت معظم البطاقات الرسومية في ذلك الوقت عن مجاراة اللعبتين أيضا ، بل أن بطاقات سلسلة 8800 لم تكن تشغل لعبة Splinter Cell من الأصل ، حتي صحح مطورو اللعبة الأمر في اصدار ترقيعي Patch لاحق.
سبب كل هذه المشكلات ، كان أن المنصات استعملت أحدث المعالجات الرسومية المتوافرة في السوق ، وعندما صنع المطورون ألعابهم ، كيفوها بقدر امكانيات هذه المعالجات القوية ، مما جعل كل البطاقات الرسومية الأقل في وضع العاجز الكسيح أمام رسوميات صممت فقط لاقوي المعالجات ، ولم يتم تصحيح هذا الوضع الا بصدور بطاقات Geforce 8800 في نهاية هذا العام المشئوم ، وذلك بفضل قوتها التي فاقت كثيرا كل العتاد الرسومي الموجود في العالم.
ومنذ ذلك الوقت لم تتكرر تجربة عام 2006 السيئة ، فلقد تطور الحاسب الشخصي اضعافا مضاعفة فوق المنصات القديمة ، وأصبحت الطريقة الوحيدة التي تحصل بها العاب تلك المنصات علي جودة حسنة للصورة، هي طريقة التطويعات الفنية ، وقد تمثل هذا في ألعاب Uncharted و Heavy Rain و God Of War وغيرهم .
لكن هذه المرة ، فان الأمور اختلفت الي حد كبير .. فالمنصات تأتي بمعالجات رسومية متوسطة ، والحاسب الشخصي يملك بالفعل بطاقات رسومية بأضعاف قوة هذه المعالجات ، والأربعة الكبار موجودون للشهادة بقوة عتاد الحاسب الشخصي وعلو مستوي الابهار البصري فيه.
غير أن العرض الخاص بلعبة Killzone علي منصة PS4 أتي ليحطم هذه الأسطورة ، ويثبت أنه حتي مع قوة بطاقات الحاسب ، ومع ابهار الأربعة الكبار ، فان المنصة تملك أن تتساوي مع كل هذا ، أو أن تغلبه ، ذلك لأنه في حوزتها ما ليس عند الحاسب الشخصي : المطورون القادرون علي تكييف ما يصنعونه علي قدر امكانيات المنصة ، فيما يشبه الصناعة اليدوية ، التي تأتي متقنة ومتناسبة مع الهدف بالضبط بغير زيادة أو نقصان.
وعن طريق هذه المهارة اليدوية ، استطاع مطورو Guerrilla Games تعظيم قوة اللعبة الرسومية الي حد مساواتها مع أو تفوقها علي الأربعة الكبار ! ..